ذلك يردّون ويطوفون حول المقبرة ، فيزورون أبا حنيفة لايُعيِّنون موضعاً (١) ، وهذا يعني جواز الطواف بقبر أبي حنيفة وإن لم يكن ، ولا يخفى أنّ الكلّ يطوفون بحجر إسماعيل ، وهو قبر إسماعيل وهاجر وبنات إسماعيل وسبعين نبياً من الأنبياء عليهمالسلام ، ولكنّ الذي يزور قبور الأنبياء والأئمة الهداة الميامين كافر يعبد الحجارة والحديد !!
الشافعي إمام مذهب الشافعية ـ وهو أحد المذاهب الأربعة ـ يقول : إنّي لأتبرّك بأبي حنيفة ، وأجيء إلى قبره في كلّ يومٍ ـ يعني زائراً ـ فإذا عرضت لي حاجة صلّيت ركعتين وجئت إلى قبره ، وسألت الحاجة عنده ، فما تبعد عنّي حتى تُقضى (٢).
إنّ الذي يحدث عندنا لايزيد عمّا يأتيه الشافعي ، فما حدا ممّا بدا ؟
فتأمّل ما يقوله البغدادي بشأن موسى بن جعفر الكاظم عليهماالسلام : روى البغدادي في تأريخه عن أبي علي الخلّال ( شيخ الحنابلة في عصره ) يقول : ماهمّني أمر فقصدت به قبر موسى بن جعفر فتوسّلت به إلّا سهّل الله تعالى لي ما اُحبُّ (٣).
ونحن نُسمّيه ( بباب الحوائج ) ، وموسى الكاظم عليهالسلام يراد به حفيده محمد الجواد عليهماالسلام ، وهما باب الحوائج ولكن لمن عرف الله تعالى وعرف سبيل باب الحوائج ، لا لمن نصب العداء ، وبرأيي أنّ باب الحوائج عليهالسلام هو باب حوائج البرِّ والفاسق ، ومَن شكّ في ذلك فليجرّب... ؟
أمّا الحاسد ، أمّا الحاقد ، أمّا الناصب ، أمّا الجاهل الذي يتّبع النفس الأمّارة بالسوء ، أمّا الذي باع ضميره ، ودينه ، فيسقي زوّار باب الحوائج اللبن السموم والماء المسموم ، ويرميهم بقذائف الهاون ، وقذائف البازوكا ،
___________________________________
١ ـ المنتظم لابن الجوزي : ٨ / ٢٤٦ ـ ٢٤٧ ، عنه الغدير : ٥ / ٢٧٧.
٢ ـ تاريخ الخطيب البغدادي : ١ / ١٢٣ ، عنه الغدير : ٥ / ٢٧٦.
٣ ـ المصدر السابق : ١٢٠ ، الغدير ٢٧٩.