نعم ، إنّ هؤلاء الناكثينَ والمارقينَ والقاسطينَ المذكورين أعلاه هم اُولئك الذينَ طغوا في البلادِ ، فأكثروا فيها الفسادَ ، وسفكوا فيها الدماءَ ، وأبادوا الحرث والنسلَ ، والتاريخ شاخص للعيان...
نزورهُ تكريماً وتعظيماً ، لأنّه عظيمٌ من عظماء البشريةِ.
نزورُ علياً عليهالسلام لأنّه : ١ ـ كان أقضى الناس بعد الرسول ، حيث قال صلىاللهعليهوآله : « أقضاكم عليّ » (١).
وكان أشجع النّاس.
٢ ـ قد ذكر عليهالسلام الحكمة ، ثم ذكر العلّة ، وما سمعنا أنّه عليهالسلام دعا إلى مبارزة قطّ ، وإنّما كان يُدعى هو بعينِهِ ، أو يدعو من يبارز ، فخرج إليهِ فقتله.
دعا بنو ربيعة بن عبد شمس بني هاشم إلى البراز يوم بدرٍ ، فخرج عليهالسلام فقتل الوليد ، وإشترك هو وحمزة عليهالسلام في قتل عُتبة ، ودعا طلحة بن أبي طلحة إلى البراز يوم اُحدٍ فخرج إليه فقتله ، ودعا مرحبٌ إلى البراز يوم خيبر فخرج إليه فقتلهُ.
فأمّا مبارزته يوم الخندق عمرو بن عبد ودّ فإنّها أجل من أن يقال : جليلة ، وأعظمُ من أن يقالُ : عظيمة ، وما هي إلّا ما قال شيخنا أبوالهذيل وقد سأله سائلٌ : أيَّما أعظم منزلةً عند الله عليٌّ أم أبوبكر ؟ فقال : يا بن أخي ، والله لمبارزةُ عليٍّ عليهالسلام عَمراً يوم الخندق تعدل أعمال المهاجرين
___________________________________
١ ـ مناقب آل أبي طالب : ٢ / ٤١.