ترجو من أتباعه غير الكفر والجريمة والاعتداء علىٰ الآخرين وقلّة الأدب ؟!
نحن نزور وليد الكعبة وشهيد المحراب ، لأنّه رمز الفداء حين شرى نفسه ، وباهى به الله ملائكته حين بات في فراش رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وبعد أن قرر كفّار قريش قتله في فراشه ، فبعثت من كل قبيلة من يحمل سيفه ليضربوه ضربة رجل واحد ، فيتفرق دمه بين القبائل ، وتتخلص منه.
ولكن أب الله إلّا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ؛ فبات في فراشه من فداه بنفسه ولما انكشف الأمر ، كان الرسول صلىاللهعليهوآله قد نجا من كيد الكائدين.
فنزل قوله تعالى :
( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّـهِ وَاللَّـهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ) (١).
نحن نزور علياً عليهالسلام ، لأنّه كان صادق اللهجة وراسخ الإيمان ، ولا تأخذه في الله لومة لائم ، سليم السريرة ، معجزة الرسول صلىاللهعليهوآله ، وكاشف الكرب عن وجهه ، وبسيفه استقام الدين وانهزم الكفر.
هو البكّاء في المحراب ، والضحاك إذا اشتدّ الضراب...
نزوره فنستذكر الآيات : ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّـهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّـهُ الشَّاكِرِينَ ) (٢).
___________________________________
١ ـ البقرة : ٢٠٧.
٢ ـ آل عمران : ١٤٤.