نزور علياً عليهالسلام لنستذكر سيرة اُولئك الذين حاربوه بلباس الإسلام في قلوب الذئاب ، ثائرين لدماء الكفرة الفجرة في بدر وخيبر ، ونعاهد الله تعالى أننا على العهد باقون ، وإن دارت بنا الدوائر ، كاد لنا أبناء الرجال ، بأحابيلهم ومكائدهم ومفترياتهم.
نحن نزور القبور حتى نتذكر الموت والآخرة ، ولا نطغى ، كما هو حال الطغاة ممن يرموننا بعبادة القبور ، وحاشا لله أن نعبد سواه.
نحن في زيارتنا للقبور لا نريد أن تنقطع العلائق بيننا وبين أهل القبور ، لعلمنا أنّهم يحزنون لحزننا ويفرحون لفرحنا (١) ، كما نحن نفرح بفرحهم ونحزن لحزنهم.
ونحن لا نقول كما قال قائلهم : « إنّ عصاي هذه خير من محمد صلىاللهعليهوآله » !!
ولا نجوّز لأنفسنا أن نقول كما قال قائلهم وهو يشير إلى قبر رسول الله صلىاللهعليهوآله بعصاه : « أما آن لهذه الجيفة أن تُرفع » ؟!
لأنّها قلّة أدب ، ونوع من الجسارة اللا أخلاقية إلىٰ قدسية من عظّمه الله وشرّفه و كرّمه ، و ختم به الأنبياء والمرسلين ، وهذه الاستهانة ليست للنبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله فحسب ، وإنّما للإسلام وسائر الأنبياء والرسل والأولياء والصالحين و لمقدّسات جميع المسلمين ، ومن كانت هذه أخلاقه فماذا
___________________________________
١ ـ الخصال : ٦٩٥ ضمن الحديث ١٠ ، عن الصادق ، عن أبيه ، عن جده ، عن آبائه عليهمالسلام ، عن أميرالمؤمنين عليهالسلام ، عنه البحار ١٠ / ١١٤ ح ٧ ، و ج ٤٤ / ٢٨٧ ح ٢٦ ، و ج ٦٥ / ١٨ ذيل حديث ٢٤.