نزور هذا البطل الشجاع الذي ما إنهزم أمام الباطل يوماً ، وهو الضحاك إذا اشتدّت الحرب ، لكي ننهل من معينه الصافي الذي استقى من تلك العين الآنية عبراً ودروساً في الإيمان والصمود. طمعاً في مرضاة الله تعالى واُسوة.
نحن نزور علياً ؛ لأنّه كتاب اسمه الإسلام ، والقرآن الناطق نقرأ في صفحاته ما أراده الله تعالى وبعث به الرسول الكريم صلىاللهعليهوآله.
نحن نزور قبر إبن أبي طالب عليهالسلام ؛ لتصافح قلوبنا وأرواحنا تلك الأرواح التي حلّت وتحلّ بفِناء الله تعالىٰ شأنه.
إنّ هذا البحر الخضمّ لن تضمه هذه الروضة البهية ، ولكن تأبى أرواحنا إلّا أن تمرّ بروحه الطاهرة الأبية ، فنسلّم عليه ، ونستذكر ما كان عليه ، وما استُودع من العلوم والحكم والمواعظ ، ومن الأسرار الإلٰهية التي لا تزال خافيةً علينا ، عند مقولته : « سَلوني... » !!
وفي عقيدتنا أنّ زيارتنا له عند قبره الشريف كزيارتنا له في داره المتواضعة ، وجلسته على منبره وهو يصدع بالحكمة والموعظة الحسنة ، أو عند دكّة القضاء وهو يحكم بالعدل والإنصاف...
أو حين راية الحق ، راية رسول الله صلىاللهعليهوآله ولا يعود بها إلّا منتصراً على الأعداء ، يملأ المؤمنين غبطةً ويزيدهم إقداماً ، نزوره عارفين بحقّه مُقِرِّين أنّه لم يسجد لغير الله تعالى ، وليس في روحه ونفسه رواسب الكفر والجاهلية ، متأسّين به ، كما تأسّىٰ هو برسول الله صلىاللهعليهوآله.