نحن نزور الرياض ونقف عليها ، لنشمّ منها عبق الرياحين ، ريح الحق والحقيقة ، رائحة التحرر والعدل.
نحن نزور الرياض لنتزوّد منها عبراً ودروساً ، لتّحيي فينا الأمل وترفع بنا إلى أن ننهج منهج اُولئك العظام الذين أبَوا إلّا نصرة الحق ، فخلّدهم التاريخ.
ولن نفكّر يوماً ما أن نجيز لأنفسنا زيارة الحجارة ، أو الحديد والمعادن ، أو العظام وهي رميم.
نحن حين نزور مرقد النبيّ صلىاللهعليهوآله ، نجدّد العهد معه على أننا على العهد ماضون ، وبما جاء به من عند الحق مؤمنون...
وحينما نزور ضريح علي بن أبي طالب عليهالسلام فلِعِلمنا بأنّه ابن عمّ الرسول صلىاللهعليهوآله ، وزوج ابنته فاطمة الزهراء البتول سيدة نساء العالمين عليهاالسلام ، وأبو ولده وسبطيه سيدي شباب أهل الجنّة الحسن والحسين عليهماالسلام ، وأنه ما فارق الحقَّ ، ولا الحقُّ فارقه ، منذ أن ولد في الكعبة واستشهد في محراب مسجد الكوفة ، ضَرَبَ بالسيف ذاباً عن الدين وعن رسول ربِّ العالمين حتى أتاه اليقين.
واجه الأعداء بالكلمة الطيبة والحكمة البالغة ناصحاً ، كما قارعهم بالسيف القاطع منتصراً ، حيث قتل صناديدهم ، ومزّق شملهم ، ونكّس رؤوسهم التي رأت الآيات والبراهين ، والمعجزات وكيف كانت تنزل الآيات ، ولكنّهم لم يؤمنوا طرفة عين أبداً.