وعن « منتهى المقال في شرح حديث لا تشدّ الرحال » للمفتي صدر الدين أنّه قال فيه : قال الشيخ الإمام الحبر الهمام سند المحدثين الشيخ محمّد البرلسي في كتابه « إتحاف أهل العرفان برؤية الأنبياء والملائكة والجان » : وقد تجاسر ابن تيمية الحنبلي ـ عامله الله بعدله ـ وادّعى أنّ السفر لزيارة قبر النبيّ صلىاللهعليهوآله حرام ، وأنّ الصلاة لا تقصر فيه ؛ لعصيان المسافر به ، وأطال في ذلك بما تمجّه الأسماع وتنفر عنه الطباع ، وقد عاد شؤم كلامه عليه... إلى أن قال : وخالف الأئمة المجتهدين في مسائل كثيرة ، واستدرك على الخلفاء الراشدين باعتراضات سخيفة حقيرة فسقط من أعين علماء الاُمّة ، وصار مُثلةً بين العوامّ ، فضلاً عن الأئمة وتعقّب العلماء كلماته الفاسدة. وزيّفوا حججه الداحضة الكاسدة ، وأظهروا عوار سقطاته ، وبيّنوا قبائح أوهامه وغلطاته. انتهى. ومرّ بعض كلامه في حقّه في الباب الأوّل.
وعن شهاب الدين أحمج الخفاجي المصري في « نسيم الرياض شرح شفاء القاضي عياض » أنّه قال بعد ذكر حديث : « لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ». اعلم أنّ هذا الحديث هو الذي دعا ابن تيمية ومن تبعه كابن القيّم إلى مقالته الشنيعة التي كفّروه بها ، وصنّف فيها السبكي مصنَّفاً مستقلّاً ، وهي منعه زيارة قبر النبيّ صلىاللهعليهوآله وشدّ الرحال إليه ، وهو كما قيل :
لمهبط الوحي حقّاً تَرحَل النُجُبُ |
|
وعند ذاك المرجّى ينتهي الطلبُ |
فتوهّم أنّه حمى جانب التوحيد بخرافاتٍ
لا ينبغي ذكرها ، فإنّها