لا تصدر عن عاقلٍ فضلاً عن فاضل. انتهى.
وعن الملّا عليّ القاري في المجلد الثاني من شرح الشفا أنّه قال : قد فرّط ابن تيمية من الحنابلة ، حيث حرّم السفر لزيارة النبيّ صلىاللهعليهوآله ، كما أفرط غيره ، حيث قال : كون الزيارة قربة معلوم من الدين وجاحده محكوم عليه بالكفر ، ولعلّ الثاني أقرب إلى الصواب ، لأنّ تحريم ما أجمع العلماء فيه بالاستحباب يكون كفراً لأنّه فوق تحريم المباح المتفق عليه في هذا الباب. انتهى.
وقال أحمد بن حجر الهيتمي المكّي الشافعي صاحب « الصواعق » في كتابه « الجوهر المنظّم في زيارة القبر المكرّم » على ما حكي عنه ، وقد ذكره صاحب كشف الظنون قال فيه بعدما استدلّ على مشروعية زيارة قبر النبيّ صلىاللهعليهوآله بعدّة أدلّة منها الإجماع ما لفظه (١) :
فإن قلت : كيف تحكي الإجماع على مشروعية الزيارة والسفر إليها وطلبها وابن تيمية من متأخّري الحنابلة منكر لمشروعية ذلك كلّه ، كما رآه السبكيّ في خطّه ، وقد أطال ابن تيمية في الاستدلال لذلك بما تمجّه الأسماع وتنفر عنه الطباع ، بل زعم حرمة السفر لها إجماعاً ، وأنّه لا تقصر فيه الصلاة ، وأنّ جميع الأحاديث الواردة فيه موضوعة ، وتبعه بعض من تأخّر عنه من أهل مذهبه.
قلت : من هو ابن تيمية حتى يُنظَر إليه أو يُعوَّل في شيء من اُمور الدين عليه ؟! وهل هو إلّا كما قال جماعة من الأئمة الذين تعقّبوا كلماته
___________________________________
١ ـ الصواعق المحرقة : ١٣.