وقال القاضي الحسين : إذا فرغ من الحجّ فالسنّة أن يأتي المدينة ويزور قبر النبيّ صلىاللهعليهوآله.
وقال القاضي أبو الطيب : ويستحب أن يزور النبيّ صلىاللهعليهوآله بعد أن يحجّ ويعتمر.
وقال المحاملي في التجريد : ويستحب للحاج إذا فرغ من مكة أن يزور قبر النبيّ صلىاللهعليهوآله.
وقال أبو حنيفة : إذا قضى الحاجّ نسكه مرّ بالمدينة... إلى أن قال : وفي كتاب « تهذيب المطالب » لعبدالحق : سئل الشيخ أبو محمّد بن أبي زيد في رجل استؤجر بمالٍ ليحجّ به ، وشرطوا عليه الزيارة فلم يستطع أن يزور ، قال : يردّ من الاُجرة بقدر مسافة الزيارة. وقال في موضع آخر (١) : وممّن سافر إلى زيارة النبيّ صلىاللهعليهوآله من الشام إلى قبره صلىاللهعليهوآله بالمدينة بلال بن رباح مؤذّن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، كما رواه ابن عساكر بسند جيّد عن أبي الدرداء ، قال : لمّا رحل عمر بن الخطاب من فتح بيت المقدس فصار إلى جابية سأله بلال أن يقرّه بالشام ، ففعل ، قال : ثمّ إنّ بلالاً رأى في منامه النبيّ صلىاللهعليهوآله وهو يقول : ما هذه الجفوة يا بلال ؟ أما آن لك أن تزورني يا بلال ! فانتبه حزيناً وجلاً خائفاً ، فركب راحلته وقصد المدينة ، فأتى قبر النبيّ صلىاللهعليهوآله فجعل يبكي عنده ويمرغ وجهه عليه ، فأقبل الحسن والحسين فجعل يضمّهما ويقبّلهما ، فقالا له : يا بلال ، نشتهي أن نسمع أذانك ، فلمّا قال : « الله أكبر » ارتجّت المدينة ، فلمّا قال : « أشهد أن لا إله إلّا الله » ازدادت رجّتها ،
___________________________________
١ ـ المصدر السابق : ٣ / ٤٠٨.