اُمّك ، فإن كان بَرَّاً باُمّه كما يزعم ـ فلعمري ليفدين رُمّة اُمّه بمالٍ كثير إن كان بها برّاً.
فاستشار أبو سفيان بن حرب أهل الرأي من قريش في ذلك ، فقالوا : لا تذكر من هذا شيئاً ، فلو فعلنا نبشت بنو بكر وخزاعة موتانا » (١).
أبو سفيان ـ رأس النفاق الطليق وأبو الطلقاء ـ يستشير قريشاً ، وأنتم لا تستشيرون أحداً من المسلمين في تكفير زوّار القبور ، وقريش يومها تمثّل معسكر الكفر !
تمتنع من نبش القبور ، وأنتم تساوونها ، وأنتم تكفرون من يزورها ، وتقتلون ، في الوقت الذي تزورون القبور وتُجصّصونها ، وتُسرجون عليها ليل نهار !
عن عائشة قالت : قال النبيّ صلىاللهعليهوآله من فراشه في بعض الليل ، فظننت أنه يريد بعض نسائه ، فتبعته حتى قام على المقابر ، فقال : « السلام عليكم دار قومٍ مؤمنين ، وإنّا بكم لاحقون » ، ثم قال : « اللٰهُمَّ لا تحرمنا أجرهم ، ولا تَفتِنّا بعدهم » ، قالت : فالتفت فرآني ، فقال : « ويحها لو تستطيع ما فعلت » ! (٢).
نحن هكذا نعمل ، لأنّا أتباع محمد بن عبد الله صلىاللهعليهوآله ، نبيّ الله وحبيبه ، وخيرة خلقه ، وخاتم الأنبياء والمرسلين صلوات الله عليه وآله.
___________________________________
١ ـ شرح نهج البلاغة : ١٤ / ٢١٩.
٢ ـ مسند أحمد : ٦ / ١١١.