وأبو زرعة وأبو داود وغيرهم ، وباقي رجاله على شرط مسلم (١).
أخبرني محمد بن آدم ، عن ابن فضيل ، عن أبي سنان ، عن محارب بن دثار ، عن عبدالله ابن بريدة ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها... ».
أخبرني محمد بن قدامة قال : حدّثنا جرير ، عن أبي فروة ، عن المغيرة ابن سبيع ، حدّثني عبدالله بن بريدة ، عن أبيه : أنّه كان في مجلس فيه رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : « ونهيتكم عن زيارة القبور ، فمن أراد أن يزور فليَزُر ، ولا تقولوا هجراً » (٢).
إلى هنا لم نقرأ حديثاً في الصحاح يقول : كفّروا من يزور القبور ! واقتلوا من يزور القبور ! وأخرجوهم من ربقة الإسلام ! وألصقوا بهم كلّ ما لا يرتضيه الله والرسول صلىاللهعليهوآله ! ولم نقرأ آية في القرآن الكريم تفيد حرمة زيارة القبور ، قبور الأنبياء والصالحين ، والآباء والأمهات والشهداء !
من أين لكم هذه ؟ وكيف تُجيزون لأنفسكم تكفير من يزور القبور التي أجاز النبيّ الكريم صلىاللهعليهوآله زيارتها ؟ والحال : لا اجتهاد قبالة النصّ.
قال الواقدي : « وكانت قريش لمّا مرّت بالأبواء ، قالت : إنكم قد خرجتم بالضعن معكم ونحن نخاف على نسائنا ، فتعالوا ننبش قبر اُمّ محمد صلىاللهعليهوآله ، فإنّ النساء عورة ، فإن يصب من نسائكم أحداً قلتم هذه رمّة
___________________________________
١ ـ سنن ابن ماجة : ١ / ٥٠٠ ، باب ما جاء في زيارة القبور.
٢ ـ سنن النسائي : ٣ / ٨٩.