.......................................................................................
________________________________________________
فإذا كان الله تعالى يدفع ببعض الشيعة عن الآخر منهم بأعماله الصالحة ، فما ظنك بهم عليهمالسلام وما لهم من العبادات والأعمال المقبولة كلّها ، فالله تعالى بهم وبأعمالهم الصالحة يدفع المكاره عن الناس خصوصاً عن الشيعة في الدنيا والآخرة .
هذا كله بالنسبة إلى شيعتهم ، وأمّا كيفية ذودهم الأعداء عما يحبه الله تعالى فذلك لعلة وبأُمور :
أمّا العلة : فهي أن المنافق والكافر إذا مال بطبع ماهيته وسوء اختياره إلى العقيدة الباطلة والعمل الباطل ، فلا محالة تصادم هذه الطبيعة الثانية ميل وجوده الأولي الذاتي الذي فطر على التوحيد إلى العمل الصالح ، فكان حينئذ يحبّ الشر للفطرة المغيّرة لسوء اختياره عن أصلها ، وهو حسب الفطرة الثانية المغيّرة يميل إلى الشرّ ، وإن كان بحسب الفطرة الايجادية ، التي هي فطرة الله قبل أن يغيّر يميل إلى الخير ، ولكن لا يمكنه العمل به لمانع أوجده في نفسه وهو الفطرة الثانية المغيّرة .
وإلى هذه الحالة اُشير في قوله تعالى : ( كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا ) أي ( والله العالم ) كلما أرادوا أن يخرجوا بفطرتهم الايجادية التوحيدية منها أُعيدوا فيها لوجود الفطرة الثانية المغيّرة ، وهذه هي المانعة عنهم لأن يخرجوا منها .
وكيف كان فالعلة لذودهم عليهمالسلام الأعداء عن كلّ الخير ، هو تركهم الإيمان وقبول الولاية فلسوء اختيارهم يذادون عن كل خير .
ففي الكافي (١) باسناده عن أبي عبد الله عليهالسلام في حديث كان رسول الله صلىاللهعليهوآله قد دعا قريشاً إلى ولايتنا فنفروا وأنكروا إلى أن قال : قلت قوله تعالى :
__________________
(١) الكافي ٥ : ١٢٥ .