حَتّىٰ اَتاكَ الْيَقينُ
________________________________________________
اليقين : هو إزاحة الشك وتحقيق الأمر (١) ، وعن المجمع : هو نقيض الشك ، والعلم نقيض الجهل ، تقول علمته يقيناً . وقوله تعالى : ( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ) أي حتى يأتيك الموت .
وأما المراد منها في هذه الزيارة هو الموت « حتى أتاك اليقين » ، أي الموت اُقيم السبب مقام المسبب فإنّ بالموت يزول الشك ويحصل العلم بما اخبر به النبي صلىاللهعليهوآله من أحوال النشأة الأُخرى ، وهذا بالنسبة إلى عامّة الناس وأما الخصيصون من العباد فهم على يقين وعلم في جميع أحوالهم كأبي عبد الله الحسين عليهالسلام فكأنهم يعاينون الجنة والنار والصراط والميزان وسائر ما اخبر به النبي صلىاللهعليهوآله ، ومن هنا قال الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام : « لو كشف لي الغطاء لما ازددت يقينا » .
وحمل الصوفية هذه الآية على ظاهرها فزعموا أن لا تكليف على أولياء الله لانهم بلغوا معارج اليقين ، وفساد ما ذهبوا إليه ظاهر مسبّبين .
وقال تعالى : ( إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ) (٢) جاء في التفسير : الحق هو العلم من حيث ان الخارج الواقع يطابقه ، واليقين هو العلم الذي لا شك فيه ولا ريب فإضافة الحق إلى اليقين نحو من الاضافة البيانية حبي بها للتأكيد (٣) .
قال المجلسي رحمهالله : ولليقين ثلاث مراتب : علم اليقين ، وعين اليقين ، وحق اليقين ، قال تعالى : ( كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ) ، ( إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ) والفرق بينهما إنما ينكشف بمثال ،
__________________
(١) كتاب العين ، مادة ( يقين ) .
(٢) سورة الواقعة : ٩٥ .
(٣) تفسير الميزان ١٩ : ١٤٠ .