اَلسَّلامُ عَلىٰ خَليلِ اللهِ وَنَجيبِهِ
________________________________________________
قد مر شرح كلمة السَّلام سابقاً وأما معنى الخليل فهو من الخُلّة بالضم وهي المودّة المتناهية في الاخلاص والصداقة كما في المنجد مادة ( خل ) والدليل على كون الإمام الحسين عليهالسلام خليل الله قوله تعالى : ( وَاتَّخَذَ اللَّـهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ) (١) ولا يخفى أن إبراهيم الخليل عليهالسلام ما ألبسه الله تاج الخلّة إلّا لكونه من شيعة أمير المؤمنين كما قال : ( وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ ) (٢) وكفاه ذلك فخراً وشرفاً ، وروي عن الإمام الصادق عليهالسلام في قوله : ( وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ ) أي إن إبراهيم عليهالسلام من شيعة علي عليهالسلام ، ويؤيّد هذا ما رواه السيد شرف الدين الاسترآبادي من علماء القرن العاشر في كتابه تأويل الآيات الظاهرة ص ٤٨٤ عن أبي بصير قال : سأل جابر بن يزيد الجعفي من الإمام الصادق عليهالسلام عن تفسير هذه الآية فقال : إن الله سبحانه لما خلق إبراهيم كشف له عن بصره فنظر فرأى نوراً إلى جنب العرش فقال : إلهي ما هذا النور ؟ فقيل له : هذا نور محمد صلىاللهعليهوآله صفوتي من خلقي ، ورأى نوراً إلى جنبيه ، فقال : إلهي وما هذا النور ؟ فقيل له : هذا نور علي بن أبي طالب ناصر ديني ، ورأى إلى جنبهم ثلاثة أنوار فقال : إلهي وما هذه الأنوار ؟ فقيل له : هذا نور فاطمة فطمت محبيها من النار ، ونور ولديها الحسن والحسين عليهماالسلام ، فقال : إلهي وأرى تسعة أنوار قد احدقوا بهم ، قيل : يا إبراهيم هؤلاء الأئمة من ولد عليّ وفاطمة فقال إبراهيم : بحق هؤلاء الخمسة إلّا عرفتني مَن التسعة ؟ قيل : يا إبراهيم أولهم علي بن الحسين وابنه محمد وابنه جعفر وابنه موسى وابنه علي وابنه محمد وابنه علي وابنه الحسن والحجة القائم ( عجَّل ) ابنه ، فقال إبراهيم :
__________________
(١) سورة النساء : ١٢٥ ـ .
(٢) سورة الصافات : ٨٣ .