وَاَعْطَيْتَهُ مَواريثَ الْأَنْبِيآءِ
________________________________________________
الوارث : هي صفة من صفات الله عزّ وجل حيث هو الباقي الدائم الذي يرث الخلائق ويبقى بعد فنائهم ، والله عزّ وجل يرث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين ، أي يبقى بعد فناء الكل ويفنى مَن سواه ، فيرجع ما كان ملك العباد إليه وحده لا شريك له (١) .
والوارث فيما سواه تعالى : هو الذي يبقى بعد موت آخر مع استحقاقه لتركته بقيامه مقامه ونزوله منزلته فكأنه هو .
والمواريث : جمع ميراث من الارث وياؤه مقلوبة من الواو من الورث ، وهو على الأول على ما قيل : استحقاق انسان بنسب أو سبب شيئاً بالأصالة ، وعلى الثاني : ما يستحقه بحذف الشيء (٢) .
فإن الله تعالى أعطى الإمام الحسين عليهالسلام مواريث الأنبياء والأوصياء كما أشارت الزيارة إلى ذلك فهي من الكرامات التي منحها الله تعالى لأبي عبد الله الحسين عليهالسلام حيث تدل على مقامه ومنزلته عند الله تعالى أي أن جميع خواص الأنبياء وآثارهم ومتروكاتهم المختصة بهم لأحد عناوين النسب من الاخوة والابوة مثلاً ، أو المختصة للابلاغ والتعريف واقامة الدين وغيرها مما اعدوه لطاعة الله نحو عصا موسى وعمامة هارون والتابوت والسكينة وخاتم سليمان وغيرها مما يأتي ذكره ، فجميعها للإمام الحسين عليهالسلام بالوراثة حيث هو القائم مقامهم والنازل منزلتهم .
__________________
(١) لسان العرب ٣ : ١٩٩ .
(٢) مجمع البحرين ٢ : ٢٦٨ .