نعم أيها القارئ الكريم : لقد التزم أهل البيت عليهمالسلام وشيعتهم بالحفاظ على زيارة الحسين عليهالسلام في ظروف صعبة وشاقة ، وقد كلّفتهم تضحيات غالية . ففي عصر المتوكل العباسي مثلاً فرضت ضريبة مالية قدرها ألف دينار من ذهب على كلّ شخص يرد كربلاء لزيارة قبر الحسين عليهالسلام ، ولمّا رأت السلطات العباسية أن هذه الضريبة الباهظة لم تمنع الناس من زيارة الحسين عليهالسلام أضافوا إليها ضريبة دموية ، فكانوا يقطّعون الأيدي ويسملون الأعين وغير ذلك من الأذى .
وكان أئمة أهل البيت عليهمالسلام يعلمون ذلك كلّه ولم يمنعوا الناس من زيارة الحسين عليهالسلام لما فيها من مكاسب روحية واجتماعية وسياسية للمؤمنين . بل يحثّونهم على الاستمرار في زيارة قبر الإمام الحسين عليهالسلام رغم كلّ الصعاب والعقبات . ويقولون لهم : إن لزائر قبر الحسين عليهالسلام بكل خطوة يخطوها حسنة عند الله سبحانه .
سُبق وأن ذكرنا أن عشرات الأحاديث الصحيحة المعتبرة تصرّح باستحباب زيارة مرقد الإمام الحسين عليهالسلام .
وهذه الأحاديث تنقسم إلى قسمين :
الأول : التي تذكر استحباب زيارة الإمام الحسين عليهالسلام بصورة مطلقة ، من دون ذكر وقت معيّن أو يوم معيّن ... فهي عامّة لأيام السّنة كلها .
الثاني : التي تؤكّد على استحباب زيارته عليهالسلام في أيام شريفة وأوقات خاصّة لها مزيّة عند الله سبحانه .
وفيما يلي نشير إلى بعض تلك المناسبات الخاصة ـ في استعراض خاطف ، ومن أراد التفصيل فليراجع الكتب المفصّلة في هذا المجال كالمجلّد الخاص بزيارته عليهالسلام في موسوعة بحار الأنوار للشيخ العلّامة المجلسي ( طاب ثراه ) وغيره ـ :