وَاَشْهَدُ اَنّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ ، وَبِاِيابِكُمْ مُوقِنٌ
________________________________________________
اشهد : أي احلف والقسم ، وتأتي بمعنى أعلم ، كما تقول : اشهد ان لا إله إلّا الله وقوله تعالى : ( شَهِدَ اللَّـهُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ) أي بيّن واعلم ، وقد ورد في زيارة وارث : « واشهدوا الله وملائكته وأنبياء ورسله إني بكم مؤمن » أي : أجعلهم شهوداً على إيماني بكم فإنّهم أشهاد عدول لا ترد شهادتهم ، ولا تخفى عليهم السرائر ، ولا تغيب عنهم مطويات القلوب والضمائر ، وقد وصف الله تعالى نفسه بكونه شهيداً وشاهداً في مواضع من كتابه ، وكذا الملائكة والأنبياء بقوله : ( وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ ) (١) ، وروي في قوله : ( لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ) (٢) إنّ الاُمم يوم القيامة يجحدون تبليغ الأنبياء ويطلب الأنبياء بالبيّنة على أنّهم قد بلّغوا فيؤتى باُمّة محمد صلىاللهعليهوآله فيشهدون لهم (٣) .
وروي عن عليّ عليهالسلام أنّه قال : « إيّانا عنى فرسول الله شاهد علينا ، ونحن شهداء الله على خلقه وحجّته في أرضه » (٤) .
قوله : « بِكُمْ مُؤْمِنٌ » أي بحقيقة نورانيّتكم ، ومراتب علومكم وأسراركم الخاصّة بكم ، والإيمان التصديق والإذعان .
وفي الجامعة : « أشهد الله وأُشهدكم أنّي مؤمن بكم وبما آمنتم به ، كافر بعدوّكم وبما كفرتم به » .
__________________
(١) سورة هود : ١٨ .
(٢) سورة البقرة : ١٤٣ .
(٣) راجع مجمع البيان للطبرسي قدسسره ١ : ٢٨٨ ، ط . بيروت ـ مؤسسة التاريخ العربي .
(٤) شواهد التنزيل للحسكاني من أعلام القرن الخامس الهجري ١ : ٩٢ ، ط . بيروت ـ الأعلمي ، ومجمع البيان ١ : ٢٨٨ .