صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكُمْ ، وَعلىٰ اَرْواحِكُمْ وَاَجْسادِكُمْ ، وَشاهِدِكُمْ وَغآئِبِكُمْ ، وَظاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ ، آمينَ رَبَّ الْعٰالَمينَ
________________________________________________
أشار إلى أنّهم عليهمالسلام في جميع أحوالهم وأطوارهم ومراتبهم ومقاماتهم وشؤونهم وكيفيّاتهم وظهوراتهم وتجليّاتهم وتنقّلاتهم مستحقّون للصلوات والتحيّات من خالقهم وبرائهم فإنّهم في جميع هذه الحالات لا يزالون عارجين معارج القرب ، سالكين مسالك الجذب ، متقرّبين إلى بساط الديموميّة ، بوسائل العبودية الكاملة كما قال عليهالسلام : في دعائه يوم عرفه : « وأنا أشهدُ يا إلهي بحقيقيّة إيماني وعقد عزمات يقيني ، وخالص صريح توحيدي ، وباطن مكنون ضميري وعلائق مجاري نور بصري ... » (١) .
فأشار بقوله : ( عليكم ) إلى مقام حقيقتهم المقدّسة ومرتبة نورانيّتهم العالية التي لم تلد ولم تولد ، ولم يعرفها غير الله أحد ، لكونها أوّل ما خلق الله في عالم الإبداع كما قال : ( نحن صنائع الله ) (٢) ، وهذا هو المقام المشار عليه بقوله : « لولاك لما خلقت الأفلاك » .
وإلى هذا المقام أشار أمير المؤمنين عليهالسلام بقوله : « أنا ذات الذوات » (٣) وبقوله : « أنا المعنى الذي لا يقع عليه اسم ولا شبه » (٤) .
__________________
(١) راجع مفاتيح الجنان للقمي : ٢٤٥ ، دعاء الإمام الحسين عليهالسلام يوم عرفة .
(٢) أخرجه البرسي في مشارق أنوار اليقين : ٧٧ ، فصل ٤٢ ، ط . الشريف الرضي ـ قم ، عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : « أول ما خلق الله تعالى نوري ، ثمّ فتق منه نور عليّ ، فلم نزل نتردّد في النور حتى وصلنا إلى حجاب العظمة في ثمانين ألف سنة ، ثمّ خلق الخلائق من نورنا فنحن صنايع الله والخلق من بعد صنايع لنا » .
(٣) راجع مشارق أنوار اليقين للبرسي : ٦٤ ، فصل ٢٨ .
(٤) أخرجه البرسي في المشارق : ٣١٨ ، فصل ١٥٠ وهي خطبة طويلة يعرف الإمام عليهالسلام نفسه .