.......................................................................................
________________________________________________
قوله : ( وعلى أرواحكم ) يمكن أن يراد بها نفوسهم القدسية ، وأن يراد بها عقولهم الشريفة وهم وإن اتّحدوا في هذا المقام أيضاً ولكن الجمع باعتبار تعدّد الهياكل البشرية واختلاف المظاهر الجسمانية ، وذلك لا يوجب التعدّد في أصل الروح كالصورة المرئية في مرايا متعدّدة .
وما الوجه إلّا واحد غير أنّه |
|
إذا أنت عدّدت المرايا تعدّدا |
ويحتمل أن يراد بالأرواح الأرواح الخمسة المشار إليها في جملة من الأخبار (١) ، مثل ما رواه جابر عن الباقر عليهالسلام قال : « إنّ الله خلق الأنبياء والأئمة على خمسة أرواح : روح القوّة ، وروح الإيمان ، وروح الحياة ، وروح الشهوة ، وروح القدس ، فروح القدس (٢) لا يلهو ولا يتغيّر ولا يلعب ، وبروح القدس علموا يا جابر ما دون العرش إلى ما تحت الثرى » (٣) .
وسئل الصادق عليهالسلام عن قول الله : ( وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ) (٤) فقال : « ذلك فينا منذ أهبطه الله إلى الأرض وما يخرج إلى السماء » .
وفي جملة من الأخبار أنّ الروح خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع محمد صلىاللهعليهوآله يوفّقه ويسدّده وهو مع الأئمة من بعده وهو من الملكوت .
__________________
(١) راجع بصائر الدرجات للصفار ٩ : ٤٤٥ ، حيث ذكر روايات كثيرة تدلّ على هذا المطلب وبعضها قد تقدّم .
(٢) في المصدر ( وروح القدس من الله وسائر هذه الأرواح يصيبها الحدثان ... ) .
(٣) بصائر الدرجات ٩ : ٤٥٤ ، الحديث ١٢ .
(٤) سورة الشور : ٥٢ .