وَمَنَحَ النُّصْحَ
________________________________________________
المنح : العطاء يقال منحته منحاً : أي أعطيته .
النّصح : الخلوص ، وفي الحديث : إن الدين النّصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين عامتهم ، قال ابن الأثير : النّصيحة كله يعبّر بها عن جملة هي إرادة الخير للمنصوح له .
والنّصيحة لكتاب الله : هو التصديق به والعمل بما فيه .
ونصيحة الرّسول : التّصديق بنبوّته ورسالته والإنقياد لما أمر به ونهى عنه (١) .
وعن النبي صلىاللهعليهوآله قال : الدين النّصيحة ، قلنا : لمن ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم .
وعنه صلىاللهعليهوآله : إنّ أعظم الناس منزلة عند الله يوم القيامة أمشاهم في أرضه بالنّصيحة لخلقه .
قال أمير المؤمنين عليهالسلام : ما أخلص المودّة من لم ينصح ، وعنه عليهالسلام : المؤمن غريزته النّصح .
وعنه عليهالسلام : لا خير في قوم ليسوا بناصحين ولا يحبّون النّاصحين (٢) .
فإنّ الإمام الحسين عليهالسلام منح النصح للناس وللمؤمنين سواء في السّر أو العلانية كما ورد في زيارة الجامعة « ونصحتم له في السرّ والعلانية » .
والمراد بالسرّ يعني فيما بين الله وبين نفسه عليهالسلام في معاملته مع الله تعالى ، وفي العلانية : يعني معاملته مع الناس باعترافهم بالعبوديّة له تعالى ، وتعليمهم سبيل عبوديّته .
__________________
(١) لسان العرب ، مادة ( نصح ) .
(٢) ميزان الحكمة ، حرف النون .