.......................................................................................
________________________________________________
وقال عليهالسلام في يوم الطف مخاطباً جيش عمر بن سعد : ويحكم يا شيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين ، وكنتم لا تخافون المعاد ، فكونوا أحراراً في دنياكم ، وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عرباً كما تزعمون .
فالإمام الحسين عليهالسلام أرشدهم ونصحهم إلى عبوديّة الله تعالى وشرائع دينه والحث على نفي الأنداد والشرك في مواقف وخطب كثيرة ، راجياً هدايتهم وتحريضهم على طاعة الله عزّ وجل وطاعة رسوله صلىاللهعليهوآله حتى اللّحظات الأخيرة من حياته عليهالسلام كان ناصحاً للأُمة بخطبه المباركة ، ففي الخبر لمّا نظم الحسين عليهالسلام جيشه الباسل ركب راحلته وعليه آثار رسول الله صلىاللهعليهوآله من سيفه ونعله وعمامته وجواده وتقدّم ازاء القوم ، فجعل ينظر إلى صفوفهم كأنّها السّيل ، ونظر إلى ابن سعد واقفاً بإزاء القوم ومعه صناديد العرب ، وصاح بأعلى صوته :
يا أيها الناس ، إسمعوا قولي ولا تعجلوا حتّى أعظكم بما يحقّ لكم عليّ ، وحتّى أعذر إليكم فإن أعطيتموني النصف من أنفسكم كنتم بذلك أسعد ، وإن لم تعطوني النصف من أنفسكم فاجمعوا أمركم وشركائكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمّة ثم إقضوا إليّ ولا تنظرون ، إنّ وليّ الله الذي نزّل الكتاب وهو يتولّى الصالحين .
ثمّ حمد الله وأثنى عليه وذكر بما هو أهله وصلّى على نبيه صلىاللهعليهوآله ، فلم يسمع متكلّم قط قبله ولا بعده أبلغ في منطق منه ثمّ قال :
أمّا بعد ، فانسبوني وانظروا من أنا ثمّ
ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها وانظروا هل يحلّ لكم قتلي وانتهاك حرمتي ، ألست أنا إبن بنت نبيكم وابن وصيّه وابن عمّه وأوّل المؤمنين بالله والمصدّق برسول الله وبما جاء به من عنده ، أو ليس حمزة سيّد الشهداء عمّ أبي ، أو ليس جعفر الطيّار عمّي ، أو لم يبلغكم قول رسول الله لي ولأخي : هذان سيّدا شباب أهل الجنة ، فإن صدقتموني بما أقول وهو الحقّ