وَقآئِداً مِنَ الْقادَةِ
________________________________________________
القائد : هو من الجند رئيسهم .
وقوله عليهالسلام : « وَقٰآئِداً مِنَ الْقٰادَةِ » أي ان الإمام الحسين عليهالسلام قائد للأُمة إلى معرفة الله تعالى وطاعته في الدنيا بالهداية ـ حيث أن سفينته أسرع سفن النجاة ـ وإلى درجات لاجنان في الآخرة بالشفاعة الكبرى والوسيلة العظمى ، بل أكثر من ذلك فإن الإمام الحسين عليهالسلام وأهل البيت عموماً عليهمالسلام ـ حيث أنهم نور واحد ـ هم قادة وهداة للأنبياء والأوصياء وأُممهم أيضاً .
فإن الله تعالى جعل الإمام الحسين عليهالسلام قائداً حيث يقود شيعته إلى طريق النجاة وأعلى الدرجات بل وحتى وغير شيعته من أعدائه لأنه هو أحد مصاديق الآية ( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا ... ) .
وقد اشتهر منهم عليهمالسلام بطرق عديدة : « بعبادتنا عُبد الله ، ولولا نحن ما عُبد الله تعالى » يدل على ان الإمام الحسين عليهالسلام والأئمة الأطهار كانوا قادتهم بأنوارهم إلى المعارف ، فمن أجاب أهل البيت عليهمالسلام فيما أمروه عليهالسلام وأجابهم في قبول ولايتهم قادوه إلى المعرفة به تعالى وإلى الدرجات العُلىٰ .
فمن استجاب وعمل بما أمروه ، ويقابل هذا أنهم رادّون لمن لم يجبهم وأنكر ولم يقبل ، فإنهم عليهمالسلام حينئذ يسوقونه بسبب انكاره وعدم قبوله إلى الخذلان ، ولعدم الاستجابة ، والطبع والرين القلبي دعّوه إلى جهنم دعّا .
ففي الحقيقة هم المعلمون للخلق في عالم من عوالم الوجود فهم الداعون والهادون النجدين طريق الخير وطريق الشر ، فلا يهتدي أحد إلّا بهداهم ولا يظل ضال بخروجه عن الهدى إلّا بترك ولايتهم .
وهذا بالنسبة إلى جميع الخلق في جميع العوالم في عالم الذر والأرواح وفي الدنيا وفي الآخرة ، وإلى هذا أشارت بعض الأحاديث نشير إليها ليتضح الحال .