وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فيكَ
________________________________________________
البذل : ضد المنع وبذل بذلاً : سمح وأعطاه وجاد به ، وفي الحديث : شيعتنا المتباذلون في ولايتنا ، وقول أمير المؤمنين عليهالسلام عليكم بالتّواصل والتباذل . وبذل : اباحة عن طيب نفس .
المهجة : دم القلب ولا بقاء للنّفس بعد ما تراق مهجتها .
وفي المجمع : دم القلب والروح ، ومنه يقال : خرجت مهجته ، أي : روحه .
وفي الحديث : لو يعلم النّاس ما في طلب العلم لطلبوه ولو بسفك المهج ، وخوض اللّجج (١) ، إنّ أرقى درجة يصل الإنسان بها إلى الله تعالى ويكون فانياً في الله تعالى هو أن يقدم ويبذل جميع ما عنده من وجوده وحياته ومهجته في سبيل الله تعالى عن شوق وطيب نفس .
كما حصل ذلك لأبي عبد الله الحسين عليهالسلام .
أعطى الّذي ملكت يداه إلهه |
|
حتّى الجنين فداه كلّ جنين |
حيث مع كثرة المصائب التي مرّت عليه من قتل أولاده واخوته وأهل بيته وأعز أصحابه ولكن كان رابط الجأش مسلّم أمره لله تعالى ، كما قال بعض الروات : ما رأيت مكثوراً قط ، قد قتل منه ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشاً ولا أمضى جناناً ، ولا أجرأ مقدماً من الحسين عليهالسلام ، والله ما رأيت قبله ولا بعده مثله .
قال الشاعر (٢) :
فتلقّى الجمع فرداً ولكن |
|
كلّ عضو في الروع منه جموع |
زوج السيف بالنفوس ولكن |
|
مهرها الموت والخضاب النجيع |
__________________
(١) مجمع البحرين ، مادة ( مهج ) .
(٢) السيد حيدر الحلّي .