.......................................................................................
________________________________________________
والله ما تعمّدت الكذب منذ علمت أنّ الله يمقت عليه أهله . وإن كذّبتموني فإنّ فيكم من أن سألتموه عن ذلك أخبركم ، سلوا جابر بن عبد الله الأنصاري وأبا سعيد الخدري ، وسهل بن سعد الساعدي ، وزيد بن أرقم ، وأنس بن مالك يخبروكم أنهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله لي ولأخي ، أما من هذا حاجز لكم عن سفك دمي .
ثم قال عليهالسلام : أين عمر بن سعد ، فجاء إليه ، فقال يا عمر : أنت تقتلني وتزعم انّه يوليك الدّعي بن الدّعي بلاد الري وجرجان ؟ والله لا تتهنّأ بذلك أبداً عهد معهود ، فاصنع ما أنت صانع ، فأنت لا تفرح بعدي بدنيا ولا آخرة ، وكأنّي برأسك على قصبة قد نصبت بالكوفة يتراماه الصبيان ويتخذونه غرضاً بينهم ، فغضب اللعين وقال : ما تنتظرون إحملوا عليه ، إنما هي أكلة واحدة ، ثم أخذ سهماً ورمى مخيّم الحسين عليهالسلام وقال : إشهدوا عند الأمير فإني أوّل من رمى الحسين (١) .
قال الراوي : فما بقى من أصحاب الحسين عليهالسلام أحد إلّا أصابه سهم أو سهمين من تلك السّهام فقال الحسين لإصحابه : قوموا رحمكم الله إلى الموت الذي لابدّ منه ، فإنّ هذه السهام رسل القوم إليكم (٢) .
__________________
(١) ثمرات الأعواد : ٢٦٦ .
(٢) نفس المهموم : ٢٥٠ .