قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

النور المبين في شرح زيارة الأربعين

النور المبين في شرح زيارة الأربعينالنور المبين في شرح زيارة الأربعين

النور المبين في شرح زيارة الأربعين

تحمیل

النور المبين في شرح زيارة الأربعين

209/248
*

وَاَشْهَدُ اَنَّكَ الْأِمامُ الْبَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الْهادِي الْمَهْدِيُّ

________________________________________________

اشهد : اقسم واحلف .

فهذه شهادة له بالإمامة التي هي عهد الله الذي لا يناله الظالمين ، كما قال : ( وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) (١) ، فهي الرياسة العامة من الله على عباده ، والخلافة والنيابة من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على اُمته .

قال الرضا عليه‌السلام : « إنّ الإمامة خصّ الله بها إبراهيم الخليل عليه‌السلام بعد النبوّة ، والخلّة مرتبة ثالثة ، وفضيلة شرّفه بها ، وأشاد بها ذكره فقال : ( إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ) ، فقال الخليل سروراً بها : ( وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) (٢) فأبطلت هذه الآية إمامة كلّ ظالم إلى يوم القيامة ، وصارت في الصفوة ، ثمّ أكرمه الله عزّ وجلّ بأن جعلها في ذريّته أهل الصفوة والطهارة ، فقال عزّ وجل : ( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ) (٣) فلم تزل في ذرّيته يرثها بعض عن بعض قرناً فقرناً حتى ورثها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال الله عزّ وجل : ( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـٰذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّـهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ) (٤) فكانت له خاصّة فقلّدها صلى‌الله‌عليه‌وآله عليّاً بأمر الله عزّ وجل على رسم ما فرضها الله عزّ وجل : ( وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّـهِ إِلَىٰ يَوْمِ الْبَعْثِ ) (٥) فهي في ولد عليّ عليه‌السلام خاصّة إلى يوم القيامة إذ لا نبيّ بعد محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١) و (٢) سورة البقرة : ١٢٤ .

(٣) سورة الأنبياء : ٧٢ ـ ٧٣ .

(٤) سورة آل عمران : ٦٨ .

(٥) سورة الروم : ٥٦ .