اَلسَّلامُ علىٰ اَسيرِ الْكُرُباتِ
________________________________________________
الأسير : من قبض عليه وأُخذ ومنها اسرى الحرب (١) .
الكروب : جمع الكَرب : الحزن والمشقة . والكرابة والكريبة : الداهية الشديدة . المكروب : المهموم (٢) .
ثم ان الكرب في الأصل بمعنى حفر الأرض وقلبها وكذلك تعني العقد المحكمة الشَد ، في حبل الدلو ، ثم اطلقت بعد ذلك على الغم والهم والحزن الشديد الذي يقلب قلب الإنسان ويثقل عليه كالعقد .
قال تعالى : ( قُلِ اللَّـهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ ) (٣) .
وقال تعالى : ( فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ) (٤) .
أي استجاب الله تعالى دعاء نوح عليهالسلام بأن ينجّيه من أذى قومه وشرِّهم (٥) .
أيها القارئ الكريم : بعد أن علمت معنى الأسير ، ـ وهو من قُبض عليه وأخذ برقبته ، ومنها أسير الحرب وعلمت معنى الكرب وهو الحزن والمشقة والداهية العظيمة الشدية والمهموم ، تعلم معنى قوله عليهالسلام : « اَلسَّلامُ علىٰ اَسيرِ الْكُرُباتِ » ، فإن الإمام الحسين عليهالسلام وأهل بيته عليهمالسلام قد تعرّضوا للبلاء والمحن الشديدة وصاروا أسير الكربات أي الدواهي الشديدة في دار الدنيا .
ولذا قيل ان مصيبة الحسين عليهالسلام أعظم المصائب ولا يوم كيومه ـ كما ورد ذلك عن الإمام علي أمير المؤمنين والإمام الحسن المجتبى والإمام
__________________
(١) و (٢) المنجد ، مادة أَسَرَ وكَرَبَ .
(٣) سورة الأنعام : ٦٤ .
(٤) سورة الأنبياء : ٧٦ .
(٥) الأمثل ٤ : ٣٢١ .