اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ سَيِّدِ الْأَوْصِيآءِ
________________________________________________
الأوصياء : جمع وصي والوصية من وصى يصي إذا وصل الشيء بغيره ، لأن الموصي يوصل تصرفه بعد الموت بما قبله . فكون الأئمة عليهمالسلام أوصياء نبي الله أنه صلىاللهعليهوآله أوصلهم إلى نفسه صلىاللهعليهوآله في ماله التصرف الثابت من الله تعالى من الولاية الشرعية والتكوينية ومعلوم أن النبي صلىاللهعليهوآله كسائر الأنبياء إنما كان معظم وصيته صلىاللهعليهوآله إلى من بعده من الأئمة هو أمر الولاية المعهودة والتمسك بها وأما وصيته صلىاللهعليهوآله أُمته فترجع إلى التمسك بولاية الأئمة عليهمالسلام ومتابعتهم .
وعلى أي حال فإن الإمام الحسين عليهالسلام هو أحد أوصياء الله ورسوله ـ وقد مرّ البحث عنه في فقرة « وجعلته حجة على خلفاؤك من الأوصياء » ـ فراجع .
وابن سيد الأوصياء وهو الإمام أمير المؤمنين علي بن أبيطالب عليهالسلام ، فإن الوصاية لهم عليهمالسلام أمر ثابت بالتواتر من طرق العامة والخاصة بل هو ثابت بالآيات القرآنية الدالة على ثبوت الولاية والوصاية لأمير المؤمنين والأئمة من بعده ، كآية التبليغ وآية الاطاعة ونحوهما فإنها تعطي مقام الخلافة والوصاية لهم عليهمالسلام .
وأما ما ورد من الأخبار عن من لا يحضره الفقيه عن ابن عباس قال سمعت النبي يقول لعلي : يا علي أنت وصيي اوصيت إليك بأمر ربي وأنت خليفتي استخلفتك بأمر ربي .
وعن الإمام الكاظم عليهالسلام عن أبيه قال : قال علي بن أبيطالب عليهالسلام : إنه كان في وصية رسول الله صلىاللهعليهوآله في أوّلها :
« بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما عهد محمد بن عبد الله وأوصى به وأسنده بأمر الله إلى وصيّه علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليهالسلام » .