وَحَبيبَه
________________________________________________
الحُبُّ : نقيض البُغض . والحُبُّ : الوداد والمحبّة ، وقال تعالى : ( فَإِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ) أي لا يغفر لهم وقوله تعالى : ( يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ) قيل محبة الله للعباد إنعامه عليهم وأن يوفقهم لطاعته ويهديهم لدينه الذي ارتضاه ، وحب العباد لله أن يطيعوه ولا يعصوه .
وقيل : محبة الله صفة من صفات فعله ، فهي إحسان مخصوص يليق بالعبد ، وأما محبة العبد لله تعالى فحالة يجدها في قلبه يحصل منها التعظيم له وايثار رضاه والاستئناس بذكره .
وعن بعض المحققين : محبة الله للعبد كشف الحجاب عن قلبه وتمكينه من أن يطأ على بساط قربه ، فإن ما يوصف به سبحانه إنما يؤخذ باعتبار الغايات لا المبادئ ، وعلامة حبه للعبد توفيقه للتجافي عن دار الغرور والترقي إلى عالم النور والانس بالله والوحشة ممن سواه وصيرورة جميع هماً الهموم واحداً .
وفي الحديث : « إذا أحببتُ عبدي كنت سمعه الذي يسمع به ... » سيأتي ذكره .
قال في الكاشف : وعن الحسن زعم أقوام على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله أنهم يحبون الله فأراد أن يجعل لقولهم تصديقاً من عمل ، فمن ادعى محبته وخالف سنة رسول الله صلىاللهعليهوآله فهو كذاب وكتاب الله يكذّبه (١) .
قول الإمام الصادق عليهالسلام في هذه الزيارة « السلام على ولي الله وحبيبه » يدل على أن الإمام الحسين عليهالسلام قد وصل من القرب الالهي بحيث صار مظهر حب الله تعالى وهذا الكمال التام حاصل للإمام الحسين عليهالسلام وكذلك لجميع الأئمة عليهمالسلام ، حيث انهم تامون في ذواتهم وصفاتهم ، وفي أعمالهم وفي أفعالهم
__________________
(١) مجمع البحرين ٢ : ٣٠ .