اَللّهُمَّ فَالْعَنْهُمْ لَعْناً وَبيلاً
________________________________________________
اللهم : أصلها يا الله فحذف « يا » المنادى وعوضت عنها الميم المشدّد ، لأنهما لا يجتمعان وذلك لأن النحوي لم يجدوا ياء مع هذه الميم في كلمة واحدة ، ووجدوا اسم الله مستعملاً بياء إذا لم يذكروا الميم في آخر الكلمة فعلموا أن الميم في آخر الكلمة بمنزلة الياء في أولها ، والضمة التي هي في الهاء هي ضمة الاسم المنادىٰ المفرد ، وفتح الميم المشدّد لسكونها وسكون الميم قبلها والقاعدة تقول : إذا اجتمع الساكنان حرّك بالفتح وقال الفراء معنى اللهم : يا الله اُمَّ بخير .
اللعن : الطرد من الرحمة ، وقوله تعالى : ( لَّعَنَهُمُ اللَّـهُ بِكُفْرِهِمْ ) أي أبعدهم وطردهم من الرحمة .
وبيلا : قال تعالى : ( فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا ) أي شديداً في العقوبة .
ان العقل السليم يحكم ويدرك بأن كل من نصب العداء والحرب والقتل لمحمد وآله عليهمالسلام يستحق اللعنة والعداء والبراءة منهم ، وإذا العقل لم يحكم بهذا الحكم فهو مشكوك به مختل أو ناقص ، وأما ما ورد من النقل فهو كثير منها ما عهد أمير المؤمنين عليهالسلام لميثم التمار في حديث مفصل قال ميثم : وجبت لعنة الله على قتلة الحسين عليهالسلام كما وجبت على اليهود والنصارى والمجوس (١) .
وأما ما ذكر بعض علماء العامة عن عدم جواز اللعن على قتلة الإمام الحسين وبالأخص يزيد بن معاوية فما هو إلّا عناد بحت وتسويل شيطاني لايصغى إليه بل إن كثير من علمائهم المنصفون لم يتوقفوا في كفر يزيد وزندقته ولعنه واجمعوا على لعنه ، منهم سعد الدين التفتازاني في شرح العقائد النسفية : ص ١٨١ ، قال : « ونحن لانتوقف في شأنه بل في إيمانه فلعنة الله عليه وعلى أنصاره وعلى أعوانه » .
__________________
(١) علل الشرائع ١ : ٢٦٧ .