عِشْتَ سَعيداً وَمَضَيْتَ حَميداً
________________________________________________
السعادة : ضد الشقاوة معناه الرخاء واليسر في شؤونه في الدارين الدنيا والآخرة ، وبعبارة اُخرى : هي الحياة الطيبة فيهما .
ولذلك الإمام الحسين عليهالسلام عاش سعيداً لأنه ادىٰ ما فرض الله تعالى عليه من الطاعة لله تعالى وهدى الاُمة المرحومة إلى الصراط المستقيم ، والأكثر من ذلك ان الذي سار على نهج الحسين عليهالسلام وسار اثر مسيرته أيضاً يعيش سعيداً في الدنيا والآخرة ولذلك ورد في زيارة الجامعة « ... سعد من والاكم ، وهلك من عاداكم ... وفاز من تمسك بكم ، وأمن من لجأ إليكم » .
فالإمام الحسين عليهالسلام عاش سعيداً واسعد من تولاه لأن السعادة في الدنيا هو أن يكون الإنسان على السمحة السهلة ، وإذا مرّ بقليل من البلايا من النقص في الأموال والأنفس والأمراض ، فمن كان على نهج الحسين وأهل البيت تكون كفارّة لذنوبه واعلاء لدرجته ومقامه في الآخرة .
ففي الحديث عن الإمام الصادق عليهالسلام : إنه ليكون للعبد منزله عند الله تعالى فما ينالها إلّا باحدى خصلتين : إما بذهاب ماله أو بيلية في جسده (١) .
وعنه عليهالسلام عن عبد الله بن أبي يعفور قال : شكوت إلى أبي عبد الله عليهالسلام مما القى من الأوجاع وكان مسقاماً : فقال لي : « يا عبد الله لو يعلم المؤمن ما له من الأجر في المصائب لتمنى أنه قرضى بالمقارين » (٢) .
والخلاصة فإن الانسان المؤمن الذي يوالي أهل البيت عليهمالسلام يعيش سعيداً لأنه على الصراط القويم ، وإما ما يمر عليه من البلايا فما هي إلّا ليصلح بها حاله ويدفع بها ما هو أعظم منها من عذاب الآخرة أو الدنيا مع ما فيها من الأجر
__________________
(١) و (٢) الشافي عن الكافي .