وَشَرىٰ آخِرَتَهُ بِالثَّمَنِ الْأَوْكَسِ
________________________________________________
شَرَىٰ : أي باع ومنه قوله تعالى : ( وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ ) أي باعوه .
وقال تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّـهِ ) أي يبيعها وتأتي بمعنى بدّل ، كما قال تعالى : ( اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ ) (١) أي بدلوا .
الآخرة : خلاف الدنيا ، دار البقاء ، منها قوله تعالى : ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ ) أي قيام الساعة .
وفي الحديث عن أمير المؤمنين عليهالسلام : من حرص على الآخرة ملك ومَن حرص على الدنيا هلك .
بالثمن : ما تستحق به الشيء ، وثمن كل شيء قيمته .
الأوكس : النقص واتضاع الثمن في البيع ويقال وُكس فلان ( على ما لم يسمى فاعله ) في تجارته أي خسر ، وفي الحديث بيع الربا وشراؤه وكس أي نقص .
فالإمام الصادق عليهالسلام يريد أن يقول في هذه الزيارة ان الذين حضروا كربلاء وتوازروا على قتل الإمام الحسين عليهالسلام بما غرتهم هذه الدنيا وباعوا حظهم ونصيبهم من الخير مقابل دنيا زائلة وبثمن اوكس قليل ، وباعوا آخرتهم وسعادتهم بلا مقابل ، كل ذلك لانهم عبيد الدنيا وعبيد شهواتهم واهوائهم كما قال الإمام الحسين عليهالسلام في حقهم : « الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم ... » ، نعم باعوا آخرتهم بثمن قليل ، قال الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام : من ابتاع آخرته بدنياه ربحهما ، ومن باع آخرته بدنياه خسرهما ، وقال : مَن عمّر دنياه خرّب ماله من عمّر آخرته بلغ آماله .
__________________
(١) مجمع البحرين ، مادة ( شري ) .