وَلِيِّ
________________________________________________
الولي والمولى : لها معان متعدّدة (١) فالولاية لغة بكسر الواو بمعنى الامارة والتولية والسلطان ، وبالفتح بمعنى المحبة .
وأمّا بحسب الاصطلاح فهي حقيقة كلية وصفة إلهية ومن شؤونه الذاتية التي تقتضي الظهور ( وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ) وحيث إنها كانت في خفاء عن الظهور فاحبت الذات المقدّسة ان تعرف فخلق أي الأشياء لكي تظهر تلك الصفات فتعرف بها .
والولاية تسري حكمها في جميع الأشياء فهي رفيقة الوجود تدور معه حيثما دار فكما ان الوجود بحسب الظهور له درجات متشتتة ومراتب متفاوتة بالكمال والنقص والشدّة والضعف ويحمل عليها بالتشكيك ، فكذلك الولاية إذا أخذناها بمعنى القرب لها درجات متفاوتة ومراتب مختلفة بالكمال والنقص والشدّة والضعف تحمل عليها بالتشكيك .
ثم ان الولاية الثابتة للعبد التي بمعنى القرب تتحقق بالقرب الإيماني والمعنوي بالنسبة إليه تعالى على أقسام :
منها تنقسم إلى المطلقة والمقيدة :
لأنها من حيث هي هي صفة إلهيّة مطلقة ثابتة للذات الربوبية المقدسة بمقتضى ذاته المقدسة ، كما علمت مما سبق ولكنها من حيث استنادها إلى الأنبياء والأولياء كل على حسب قربهم منه تعالى تكون مقيّدة ، ومعلوم ان المقيد متقوم بالمطلق ، والمطلق ظاهر في المقيّد ، فالولاية الثابتة للأنبياء والأولياء جزئيات الولاية المطلقة الإلهيّة فالأنبياء والأولياء ( أي الأئمة عليهمالسلام ) لهم القرب إلى الأشياء
__________________
(١) وقد أنهاها بعضهم إلى سبعة وعشرين معنى فهو من الألفاظ المشتركة تعرف بحسب قرينة معينة حالية أو مقالية . الغدير ١ : ٤١٩ .