.......................................................................................
________________________________________________
هذا ان اُريد به السَّلام من الله تعالى وأمّا إذا أُريد به السَّلام من الزائر فمعناه : أنّه مسلّم نفسه وماله ومطلق ما يتعلّق به من بدأ وجوده إلى الأبد إلى الإمام بحيث لا يرغب بشيء ممّا يتعلّق بعالم وجوده عنه عليهالسلام ووطّن نفسه بإفنائها في إرادته ووقّفها عليه عليهالسلام .
وهذا هو المراد بما ورد في الزيارات من قوله : « عَلَيْكُمْ مِنّي سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ » لأن المراد بالله هو اسم الله الذي أودعه الله تعالى في مبدأه بدء ايجاده وانشائه ، لا الله المسمى تبارك وتعالى ، فيكون ذلك إقراراً منه بالرقيّة لهم من اعلى مراتبه إلى ادناها ، لا دعاءً ومسألةً لهم من الله تعالى ، فمعنى السَّلام من العبد هو تسليم جميع ما له من تمام عوالم وجوده إلى الإمام عليهالسلام وقصرها عليه ؛ لأنّه هو الذي يستأهل لاسترقاقه وولايته عليه دون غيره (١) .
__________________
(١) ص : ٣٩ .