.......................................................................................
________________________________________________
وعن الباقر عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لأصحابه : حياتي خير لكم تحدّثون ونحدّث لكم ، ومماتي خير لكم تعرض عليّ أعمالكم ، فإن رأيتُ حسناً جميلاً حمدت الله على ذلك ، وإن رأيتُ غير ذلك إستغفرت الله لكم (١) .
قال السيد حسين الهمداني في كتابه الشموس الطالعة من مشارق زيارة الجامعة :
إنّما سمّى تبارك وتعالى نفسه السلام مبالغة لهذه الصّفة فيه تعالى ؛ لأنّه ليس شيء في عالم من العوالم إلّا وهو بتسليم من الله تعالى إلى خلقه ، فسمّى نفسه سلاماً مبالغة ، فقوله عليهالسلام : « السَّلام عليكم » إشارة إلى أنّ تسليمه الكلّي من دون تقييد بشيء مقصور عليكم أهل البيت ؛ لأنّ جدّكم محمّداً صلىاللهعليهوآله هو الصّادر الأوّل الذي ليس شيء في عالم الوجود من الخير والبركة والنّعمة إلّا وهو ذرّات ما أُوتي صلىاللهعليهوآله ، لأنّه في عالم الوجود قاب قوسين أو أدنى ، فحيّاه الله تعالى بتسليم جميع ماله من العوالم ، بعد تأديبه إيّاه أحسن التأديب ، ثمّ فوّض الله أمر دينه ، كما هو مفاد غير واحد من الروايات المرويّة في « الكافي » (٢) وأخذ ميثاق نبوّته وولايته من تمام ذوي الأرواح بعد ميثاق ربوبيته ، فنسبته صلىاللهعليهوآله إليه تعالى كضيف سلطان حيّاه بإيكال اُمور مملكته وسياسة رعيّته إليه ، مع الإشارة إليه في كلّ جزء من جزئيّات أُموره وتأييده فيها شيئاً ، حيناً بعد حين ، ساعة فساعة ، بل آناً بعد آن ، ورغب رعاياه على طاعته ، وحذّرهم عن معصيته ، تعظيماً وإجلالاً لذلك الضيف ثم ورّث ذلك أهل بيته ، فجعل الإيمان بهم إيماناً به والكفر بهم كفراً به وطاعتهم طاعته وعصيانهم عصيانه ومعرفتهم معرفته وجهلهم جهله .
__________________
(١) بصائر الدرجات ٤ : ٤٤٤ ، ط . المرعشي .
(٢) أُصول الكافي ١ ـ ٢٦٥ .