وَباعَ حَظَّهُ بِالْأَرْذَلِ الْأَدْنىٰ
________________________________________________
الحظ : النّصيب من الفضل والخير ، قال تعالى : ( إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) أي : نصيب واف ، وفي الحديث : من أراد بالعلم الدنيا فهو حظّه ، أي نصيبه وليس له حظ في الآخرة .
والأرذل : الأخس والأحقر والناقص ، قال تعالى : ( أَرْذَلِ الْعُمُرِ ) ، فعن عليّ عليهالسلام : هو خمس وسبعون سنة ، وفي بعض الأخبار ، المائة من العمر ، والرذيلة ضدّ الفضيلة .
الأدنى : نفس الأرذل ، أي : الأخس وأقل قيمة ، ويقال : وأدنى ، إذا عاش عيشاً ضيقاً بعد سعة ، وقال تعالى : ( أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ ) أي الّذي هو أخس .
فبقتلهم سيّد شباب الجنّة الحسين بن علي عليهالسلام حجّة الله على الخلق ، فقد باعوا آخرتهم الّتي هي دار الخلود ، والبقاء مقابل دنيا زائلة فانية والتي عبر عنها الإمام الصادق عليهالسلام في الزيارة « بِالْأَرْذَلِ الْأَدْنىٰ » فإنهم لم يخسروا الآخرة فحسب بل خسروا حتى الدنيا بقتلهم أبي عبد الله الحسين عليهالسلام وأهل بيته ( أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ) .
فأمّا الخسران في الدنيا فإنهم لم يصلوا إلى أهدافهم الدنيوية من قتلهم سيد الشهداء عليهالسلام ، فذاك عمر بن سعد عليه اللعنة الذي كان هدفه من قتل الإمام عليهالسلام أن يصل إلى ملك الرّي وجرجان كما قال في أبيات له لمّا أمره إبن زياد أن يخرج لقتال الحسين عليهالسلام قال :
فوالله ما أدري وإنّي لحائر |
|
أُفكّر في أمري على خطرين |
أأترك ملك الرّي والرّي منيتي |
|
أم أصبح مأثوماً بقتل حسين |