.......................................................................................
________________________________________________
وعنه عليهالسلام في صفة الدنيا : تغرّ وتضرّ وتمرّ ... إن أقبلت غرّت وان أدبرت فرّت .
قال تعالى : ( وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ) (١) فإنّ الآية تأمر النبي صلىاللهعليهوآله أن يدع أُولئك الذين يستهينون بأمر دينهم ويتّخذون ممّا يلهون ويلعبون به مذهباً لهم ويغترّون بالدنيا وبمتاعها المادّي ، فإنّ الله تعالى يأمره أن يذرهم ويبتعد عنهم لأنّهم عبيد الدنيا والمادة واغترّوا بها ، وكما قال الإمام الحسين عليهالسلام : « إنّ الناس عبيد الدنيا والدّين لعقاً على أسنتهم يحوطونه ما درّت معائشهم ، فإذا محصّوا بالبلاء قلّ الدّيانون » (٢) .
وقال عليهالسلام : وجد لوح تحت حائط مدينة من المدائن فيه مكتوب : أَنا الله لا إله إلّا أنا ومحمّد نبيّ ... عجبت لمن اختبر الدنيا كيف يطمئن (٣) .
وعن كنز العمال عن إبن عباس : في حديث قال عمر : فقلت : ادع الله يا رسول الله أن يوسّع على اُمتك ، فقد وسّع على فارس والرّوم وهم لا يعبدون الله ، فاستوى صلىاللهعليهوآله جالساً ، ثمّ قال : أفي شكّ أنت يابن الخطاب ؟ أُولئك قوم عجّلت لهم طيّباتهم في الحياة الدنيا .
__________________
(١) سورة الأنعام : ٧٠ .
(٢) تحف العقول : ٢٤٥ .
(٣) عيون أخبار الرضا ٢ / ٤٤ / ١٥٨ .