وَذآئِداً مِنْ الْذادَةِ
________________________________________________
الذود : في اللغة بمعنى الطرد ، يقال : لا تذودوه عنا ، أي لا تطردوه ، ويقال : رجل ذائد أي حامي الحقيقة دفاعاً .
فقول الإمام الصادق عليهالسلام في الإمام الحسين عليهالسلام أنه « ذائداً من الذادة » أي أنه يذود ويطرد عن أولياءه وشيعته ما لا يحب الله تعالى من العقائد الباطلة وخطرات المفاسد والأعمال القبيحة وهذه الصفة اتصف بها أبو عبد الله الحسين عليهالسلام وجميع الأئمة الأطهار سلام الله عليهم أجمعين ، فهم يطردون عن مواليهم وشيعتهم الأعمال القبيحة والأقوال الردية بل حتى المآكل والمشارب والملابس المحرمة المضرّين بالبدن أو العقل ، أو الداعين إلى الشهوات المحرمة ، والحاصل يذودونهم عن كل ما يكرهه الله تعالى .
وإذا قيل كيف إنهم عليهمالسلام يذودون أعداءهم أي إنهم يذودون ويطردون الأعداء من كل ما يحب الله تعالى وعن كلّ خير الذي أحد مصاديقه حوض الكوثر ، وعن الاعتقادات الحقة والأعمال الصالحة سوف نذكر ذلك .
وكيف كان فهم عليهالسلام الذادة لاوليائهم عن كلّ شرّ في الدنيا والآخرة ، كما أنهم يذودون أعداءهم عن كلّ خير فيهما .
وأما كيفية ذودهم الأولياء والشيعة عمّا لا يحب الله تعالى ، فهو إما بالدعاء لهم أو بالطلب منه تعالى لقبول دعاءهم كما في الحديث : إنهم عليهمالسلام قالوا لشيعتهم : إنّا من ورائكم بالدعاء ، الذي لا يحجب عن بارئ السماء ، وإمّا بالتعليم والإرشاد والهداية بل والأخذ باليد ، وإمّا يبذلون فاضل حسناتهم عليهمالسلام لهم كما ورد أن المعصومين الخمسة عليهمالسلام جعلوا ثواب نصف أعمالهم في ديوان شيعة أمير المؤمنين عليهالسلام فيما رواه في معالم الزلفى (١) ، عن كتاب تحفة الاخوان وغيره
__________________
(١) ص ٢٩٢ .