فَاَعْذَرَ في الدُّعآءِ
________________________________________________
أعذر في الأمر : أي بالغ وأعذر فلان أي أبلى عذراً فلا يُلام ، وفي المثل أعذر من أنذر يقال ذلك لمن يُحذّر أمراً يُخاف وقد ورد في الدعاء عند دخول شهر رمضان : « يا من أعذر وأنذر ثم عدت بعد الاعذار والانذار في معصيته ... » .
وقوله تعالى : « عذراً أو نذراً » أي حجة وتخويفاً .
وفي حديث علي عليهالسلام وهو ينظر إلى ابن ملجم : عذيرك من خليلك من مرادي ، أي هات من يعذرك فيه (١) .
وعليه فالإمام الحسين عليهالسلام بالغ في هداية الخلق ودعاهم إلى الله تعالى بحيث أعذر في الدعاء وأتم الحجة عليهم ، ثم أن قول الإمام الصادق عليهالسلام في الزيارة : « فاعذر في الدعاء » ، لما كان الأئمة عليهمالسلام خزّان علمه وحملة كتابه وعلمه ومستودع سرّه واُمناء أمره ونهيه فبلَّغوا عن أمر الله تعالى ما أمرهم بتبليغه حتى اعلنوا دعوته ، واوضحوه بتمام الوضوح بحيث لا يبقى لاحد جهل أو شك في الحقائق الإلهية التي منها كونهم عليهمالسلام حجج الله على الخلق بأمر الله تعالى فيجب على الخلق متابعتهم والتسليم لهم عليهمالسلام وحاصل قوله صلىاللهعليهوآله « فاعذر في الدعاء » ان الحسين عليهالسلام بين وأوضح إنه حجة الله على خلقه ، وأتم الحجة عليهم وبين أن أعداءه هم أعداء الله تعالى وأعداء رسوله وهدفهم ابادة الدين والاسلام كما أشار إلى ذلك في كثير من خطبه وعلى أي حال فالإمام الحسين عليهالسلام بيّن عذره عليهالسلام بخطبة في يوم عاشوراء وكذلك في قيامه بالحرب مع أعدائه التابعين ليزيد لعنهم الله وأوضح إنه حجة الله تعالى . فله عليهالسلام العذر والحجة في قيامه عليهالسلام
__________________
(١) مجمع البحرين .