مِنَ الْأَوْصِيآءِ
________________________________________________
الوصي : ففي المجمع : الوصية من وصي يصي إذا وصل الشيء بغيره ، لأن الموصي يوصي تصرفه بعد الموت بما قبله وعن القاموس : اوصاه ووصّاه توصية عهد إليه .
أقول : ان الله عزّ وجل أعطى الإمام للحسين عليهالسلام منزلة ومقام بحيث جعله حجّة على جميع الخلق من الأوصياء وأوصله الله إلى نفسه تعالى وعهد إليه في ماله من التصرف الثابت لله تعالى من الولاية التشريعية والتكوينية وعهد إلى الإمام الحسين عليهالسلام بذلك الاتصال والاستنابة .
ثم ان ثبوت الوصاية للإمام الحسين عليهالسلام بل لجميع الأئمة عليهمالسلام أمر ثابت بالتواتر من طرق العامة والخاصّة بل هو ثابت بالآيات القرآنية الدالة على ثبوت الوصاية والولاية لأمير المؤمنين وللأئمة عليهمالسلام كآية التبليغ وآية إنما وليكم الله واطيعوا الله واطيعو الرسول واُول الأمر منكم وغيرها فإنها تعطي مقام الخلافة والوصاية لهم كما لا يخفى .
ثم ان الوصية تطلق على معنيين :
أحدهما : على الوصي الذي ينوب عن المنوب عنه فيما هو شأنه وعمله ومنصبه .
وثانيهما : على الوصية بالنسبة إلى مواريث لأنبياء من الكتب وساير ما به ثبوت نبوتهم بنقل هذه إلى من بعدهم وإن كان الموصي إليه نبياً أو وصياً .
وعن الصادق عليهالسلام قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّا سيّد النبيين ووصي سيد الوصيين وأوصيائي سادة الأوصياء ، إن آدم سأل الله عزّ وجل أن يجعل له وصيّاً صالحاً ، فأوحى الله عزّ وجل إليه : « إني اكرمت الأنبياء بالنبوة ثم اخترت خلقي وجعلت خيارهم الأوصياء ... » (١) الخ .
__________________
(١) اكمال الدين ١ : ٢١١ / ١ .