وَاسْتُبيحَ حَريمُهُ
________________________________________________
استباحه : أي انتهبه واستأصله واستباحوهم : استأصلوهم ، ومنه حديث الدعاء للمسلمين : لا تسلط عليهم عدواً من غيرهم فيستبيح بيضتهم ويستبيح ذراريهم أي : يسبيهم وينهبهم (١) .
الحرمه : ما لا يحل لك انتهاكه ، وجميع ما كلف الله به بهذه الصفة فمن خالف فقد انتهك الحرمة ، وحرم الرجل نساؤه وما يحمي . المحارم : ما لا يحل استحلاله .
فإن بني اُمية قد استباحوا كل شيء من الحسين عليهالسلام بعد قتله حتى قال السيد بن طاووس : وتسابق القوم ـ بعد مقتل الإمام الحسين عليهالسلام ـ على نهب بيوت آل الرسول وقرة عين الزهراء البتول حتى جعلوا ينزعون ملحفة المرأة عن ظهرها ، وخرجن بنات آل الرسول وحريمه يتساعدن على البكاء ويندبن لفراق الحماة والأحبة ، ولله در القائل :
ولم ير حتى عينها ظل شخصها |
|
إلى أن بدت في الغاضرية حسرا |
قال حميد بن مسلم : رأيت امرأة من بكر بن وائل كانت مع زوجها في عسكر عمر بن سعد ، فلما رأت القوم قد اقتحموا على نساء الحسين عليهالسلام وفسطاطهن ، وهم يسلبونهن اخذت سيفاً واقبلت نحو الفسطاط وقالت : يا آل بكر بن وائل أتسلب بنات رسول الله ، لا حكم إلّا لله ، يا لثارات رسول الله ، فأخذها زوجها وردّها إلى رحله (٢) .
وحائرات أطار القوم أعينها |
|
رعباً غداة عليها خدرها هجموا |
__________________
(١) مجمع البحرين .
(٢) معالي السبطين : ٥٠٢ .