وَاَشْهَدُ اَنَّكَ وَفَيْتَ بِعَهْدِ اللهِ
________________________________________________
الوفاء : ضد الغدر ، وف بعهده إذا لم يغدر ، والوفي الذي يعطي الحق ويأخذ الحق ، قال تعالى : ( وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّىٰ ) أي بلّغ قال ، الزجاج : وفّىٰ إبراهيم ما اُمر به وما اُمتحن به من ذبح ولده وكل شيء بلغ تمام الكمال فقد وفى وتم (١) .
العهد : الأمان : والوصية والأمر يقال عهد إليه إذا أوصاه ومنه قوله تعالى : ( وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ ) أي أوصيناه وأمرناه ومثله قوله تعالى : ( وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ ) أي أوصيناه بان لا يقرب الشجرة فنسي العهد ولم يتذكر الوصية ، وقوله : ( لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) قال الزمخشري وقريء الظالمون أي من كان ظالماً من ذريتك ( إبراهيم عليهالسلام ) لا يناله استخلافي وعهدي إليه بالامامة ، وإنما ينال من كان عادلاً بريئاً من الظلم .
وقالوا في هذا دليل على ان الفاسق لا يصلح للإمامة ، وكيف صلح لها من لا يجوز حكمه وشهادته ولا تجب طاعته ولا يقبل خبره ولا يقدم للصلاة ، وقوله تعالى : ( وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ) وقيل يدخل فيه النذور وكلما التزمه المكلف من الاعمال مع الله تعالى وغيره ، وتأتي بمعنى النبوة كقوله تعالى : ( ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ ) وهو النبوة أي ادع متوسلاً إليه بعهده وفي الدعاء : انا على عهدك ووعدك ما استطعت .
أي انا متمسك بما عهدته إليّ من الأمر والنهي موقن بما وعدتني من الوعد والثواب والعقاب ما استطعت ، وأنا مقيم على ما عاهدتك عليه من الإيمان بك والاقرار بوحدانيتك ، وانا منجز وعدك في المثوبة بالأجر عليه ، وهو اعتراف بالعجز عن القيام بكنه ما وجب وحرم (٢) .
__________________
(١) لسان العرب ، مادة ( وفى ) . |
(٢) مجمع البحرين ، مادة ( عهد ) . |