وَعَذِّبْهُمْ عَذاباً اَليماً
________________________________________________
العذاب : النّكال والعقوبة وعذبته تعذيباً عاقبته ، وأصله في كلام العرب الضرب ثم استعمل في كل عقوبة مؤلمة واستعير للأُمور الشاقة فقيل السفر قطعه من العذاب .
أليم : ومنه قوله تعالى : ( وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) أي مؤلم موجع ، إذ لا ألم فوق ألم عذاب لا رجاء معه للخلاص إذ الرجاء يهون العذاب ، والعذاب الأليم : الذي يبلغ ايجاعه غاية البلوغ فالأليم هنا معنى مؤلم ، والتألم ، التوجع .
فقد ورد في زيارة عاشوراء « اللهم فضاعف عليهم اللعن منك والعذاب الأليم » ، فإن الإمام الصادق عليهالسلام دعا عليهم بمضاعفة اللعن والعذاب ليكون عذابهم مثل عذاب جميع أهل النار ، كما روي عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه قال : « ان قاتل الحسين بن علي عليهالسلام في تابوت من نار عليه نصف عذاب أهل الدنيا ، وقد شدّ يداه ورجلاه بسلاسل من نار منكس في النار ، حتى يقع في قعر جهنم ، وله ريح يتعوّذ أهل النار إلى ربهم من شدّه نتنه وهو فيها خالد ذائق العذاب الأليم مع جميع من شايع على قتله ، كلّما نضجت جلودهم بدل الله عليهم الجلود حتى يذوقوا العذاب الأليم ، لا يفتر عنهم ساعة ويسقون من حميم جهنم فالويل لهم من عذاب النار » (١) .
وفي رواية عنه صلىاللهعليهوآله قال : « ان في النار منزلة لم يكن يستحقها أحد من الناس إلّا بقتل الحسين بن علي ويحيى بن زكريا » (٢) .
__________________
(١) بحار الأنوار ٤٥ : ٣١٤ .
(٢) بحار الأنوار ٤٤ : ٣٠١ .