وَاَشْهَدُ اَنَّ اللهَ مُنْجِزٌ ما وَعَدَكَ
________________________________________________
أشهد : أي أقرُّ بلساني مذعنا بصميم جناني بأن الله تعالى منجز ما وعدك .
منجز : يقال : نجز الوعد وأنجزته أي : عجلت ووفيت به وقضيته .
الوعد : قال الجوهري يستعمل في الخير والشر ، وفي الخير الوعد والعدة ، وفي الشرّ الإيعاد والوعيد .
وفي الحديث : يا من إذا وعد وفى وإذا توعد عفا .
روي عن الصادق عليهالسلام في قوله : ( وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ ) ، وقال عليهالسلام : قَتْلُ علي بن أبي طالب عليهالسلام وطَعنُ الحسن عليهالسلام ( وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ) ، وقال : قتل الحسين عليهالسلام ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا ) إذا جاء نصر دم الحسين عليهالسلام ( بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ) قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم عليهالسلام ( ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ ) خروج الحسين عليهالسلام في سبعين من أصحابه عليهم البيض المذهّب لكلّ بيضة وجهان المؤدّون إلى الناس ، إن هذا الحسين قد خرج حتّى لا يشك المؤمنون فيه ، وإنه ليس بدجال ولا شيطان والحجة القائم بين أظهرهم ، فإذا استقرّت المعرفة في قلوب المؤمنين انّه الحسين عليهالسلام جاء الحجّة الموتَ فيكون ـ الإمام الحسين عليهالسلام ـ الذي يغسله ويكفنه ويحنطه ويلحده في حفرته الحسين بن علي ولا يلي الوصي إلّا الوصي (١) .
وفي هذه الزيارة إشارة إلى كمال الإمام الحسين عليهالسلام ووصوله إلى مقام مرضاة ربّه عزّ وجل وذلك بإنجاز ما وعده الله تعالى بالنّصر في الدنيا والآخرة ، امّا في الدنيا فقد نصره بالحجج والبينات والبراهين التي ظهرت على يده عليهالسلام ،
__________________
(١) الكافي ٨ : ٢٠٦ .