.......................................................................................
________________________________________________
وهذا الكمال الحاصل لهم إنما هو لاجل كونهم متصفين بكمال المحبة لله تعالى وبالعكس فهم مظاهر محبته تعالى ، وكيف لا والمؤمن هو محل لمحبته تعالى ؟!
فعن أُصول الكافي بإسناده عن أبي عبد الله عليهالسلام في حديث ... إلى أن قال عليهالسلام :
وذلك قول الله عزّ وجل : ( إِنَّ اللَّـهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَىٰ ) فالحبّ طينة المؤمنين التي القى الله عليها محبته والنوى طينة الكافرين الذين نأوا عن كل خير ، وإنما سمي النوى من أجل أنه ناىٰ عن كل خير وتباعد منه .
وفيه عن تفسير العياشي عن المفضل ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قوله : ( إِنَّ اللَّـهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَىٰ ) قال : « الحبّ المؤمن وذلك قوله : ( وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي ) والنوى الكافرين الذي ناى عن الحق فلم يقبله » .
فالاستشهاد منه عليهالسلام بهذه الآية لبيان المصداق من أن المؤمن مَن القيت عليه المحبة منه تعالى ، فهم عليهمالسلام محل لمحبته تعالى وهم تامون في تلك المحبة ، كما ورد في زيارة الجامعة « وَالتَّامينَ في مَحبَّةِ الله » أي لا يكون منهم ما ليس في المحبة ، بل أفعالهم وذواتهم وصفاتهم متصفة بالمحبة ومن آثارها وليس للمحبة شيء من الواقع إلّا وهو فيهم عليهمالسلام كما لا يخفى .
ثم إنهم عليهمالسلام ـ كما هو ثابت في محله ـ علة الإيجاد ، علة فاعلية ، ومادية ، وصورية ، وغائية .
بيانه : أنه تعالى إنما خلق الخلق ، لكي يعرف كما دلّ عليه الحديث القدسي المشهور من قوله تعالى : « كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أُعرف فخلقت الخلق لكي أُعرف » ، فالمعرفة هي العلة للخلق وكما دلّ عليه قوله تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) (١) وعن الإمام الحسين عليهالسلام كما تقدم : « أيها الناس إنّ الله
__________________
(١) سورة الذاريات : ٥٦ .