.......................................................................................
________________________________________________
وأما الاجتهاد في طاعة الله قال تعالى : ( وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّـهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ) .
قال الإمام الصادق عليهالسلام : اعطوا الله من أنفسكم الاجتهاد في طاعته ، فإن الله لا يدرك شيء من الخير عنده إلّا بطاعته واجتناب محارمه ، وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا معشر المسلمين ، شمّروا فإن الأمر جدّه ، وتأهبّوا فإن الرحيل قريب ، وتزودوا فإن السفر بعيد ، وخففوا أثقالكم فإنّ وراءكم عقبةً كؤوداً لا يقطعها إلّا المخفّون . وقال الإمام الرضا عليهالسلام : سبعة أشياء بغير سبعة أشياء من الاستهزاء : من استغفر بلسانه ولم يندم بقلبه فقد استهزأ بنفسه ، ومن سأل الله التوفيق ولم يجتهد فقد استهزأ بنفسه ، ومن استحزم ولم يحذر فقد استهزأ بنفسه ، ومن سأل الله الجنة ولم يصبر على الشدائد فقد استهزأ بنفسه ، ومن تعوّذ بالله من النار ولم يترك شهوات الدنيا فقد استهزأ بنفسه ، ومن ذكر الله ولم يستبق إلى لقائه فقد استهزأ بنفسه .
السبيل : الطريق ، وما وضح منه ، وسبيل الله ، طريق الهدى الذي دعا إليه وقوله تعالى : ( وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ) أي في الجهاد ، وكل ما أمر الله به من الخير فهو من سبيل الله أي من الطرق إلى الله ، واستعمل السبيل في الجهاد أكثر لانه السبيل الذي يقاتل فيه ، وكل سبيل اريد به الله عزّ وجل وهو برٌّ فهو داخل في سبيل الله (١) .
قال ابن الأثير : وسبيل الله عام يقع على كل عمل خالص سلك به طريق التقرب إلى الله تعالى باداء الفرائض والنوافل وأنواع التطوعات وإذا أطلق فهو في الغالب واقع على الجهاد حتى صار لكثرة الاستعمال كأنه مقصور عليه .
__________________
(١) لسان العرب ، مادة ( سبل ) .