ولهذا فالواجب على شيعة أهل البيت عليهمالسلام أن يزدادوا معرفة بأهل البيت عليهمالسلام ومعرفة كلامهم وأدعيتهم وزياراتهم ، لأن الزيادة في معرفتهم عليهمالسلام تمنح الإنسان الأدب والخضوع والخشوع والمودّة والاطاعة ، ومن ثَمَّ ينال الإنسان القرب من الله ويفوز بسعادة الدارين .
ومن هذا المنطلق تعتبر زيارة أربعين الإمام الحسين عليهالسلام خطوةً في طريق معرفة ائمة أهل البيت عليهمالسلام .
فبهذه المعرفة يزداد الإنسان عملاً فقد جاء في الحديث الشريف : « المعرفة تدل الإنسان على العمل والعمل على المعرفة » وعن الإمام الصادق عليهالسلام قال : لا يقبل الله عملاً إلّا بمعرفة ولا معرفة إلّا بعمل فمن عرف دلته المعرفة على العمل » (١) .
فعلى هذا القول يتضح لنا أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين معرفة الإنسان وبين عمله فالمعرفة الجلالية هي المعرفة التي يعرفها الوضيع والشريف والجاهل والعالم ، تجد الجميع عندما يدخل حرم الإمام الحسين عليهالسلام يعظّمه ويحترمه حتى ولو كان إنساناً غير متأدب بالآداب الدينية ، فتراه يُقبِّل الضريح والباب حبّاً وتعظيماً ولكن هذه الزيارة السطحيّة غير كافية في أن تمنع هذا الانسان من المعصية ، لأنها بنيت على معرفة جلالية لا جمالية .
ولذلك تجد ذلك الرجل المسيحي (٢) عندما يكتب عن أمير المؤمنين ـ وغيره الذين كتبوا عن الحسين عليهالسلام ـ ويعرف أن علياً عليهالسلام رجل عظيم شديد العدل ، ولشدّة عدله قُتل في المحراب ، لكنه لا يترك مسيحيّته ولم يتمسّك بنهج علي عليهالسلام مع أنه
__________________
(١) الكافي ١ : ٩٤ .
(٢) جورج جرداق كتابه صوت العدالة الإنسانية .