.......................................................................................
________________________________________________
منها ما قال زين العابدين عليهالسلام أيما مؤمن دمعت عيناه دمعاً حتى تسيل على خده لأذى مسنا من عدونا في الدنيا ، بوأه الله مبوأ صدق في الجنة ، وأيما مؤمن مسه أذى فينا فدمعت عيناه حتى يسيل دمعه على خديه من مضاضة ما أُوذي فينا ، صرف الله عن وجهه الأذى وأمنه يوم القيامة من سخط النار ، أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن علي عليهالسلام دمعة حتى تسيل على خده ، بوأه الله بها في الجنة غرفاً يسكنها أحقاباً .
وبقيت مرتبة أُخرى وهي أعلى من تلك المراتب وأفضلها وهنيئاً لمن عمل بها وهي البكاء مع تقاطر الدمعة وسيلانها على الخد واللحية مع الصراخ والنحيب والشهقة ، وكفى له من الأجر والثواب دعاء الإمام الصادق عليهالسلام له بقوله : اللهم ارحم تلك الصرخة التي كانت لأجلنا ، وهذا بكاء الزهراء عليهاالسلام في كل يوم كما ورد في الخبر : أنها تنظر إلى قميص ولدها الحسين عليهالسلام وتشهق شهقة حتى يسكتها أبوها ولم يزل هذا القميص مع الزهراء ولا ينفك عنها إلى أن ترد المحشر ، وهي آخذة بذلك القميص المتلطخ بالدم وقد تعلقت بقسائم العرش ، وتقول : رب احكم بيني وبين قاتل ولدي الحسين عليهالسلام .
نظم :
كأني ببنت المصطفى قد تعلقت |
|
يداها بساق العرش والدمع اذرت |
وفي حجرها ثوب الحسين مضرجاً |
|
وعنها جميع العالمين بحسرة |
تقول يا عدل اقض بيني وبين من |
|
تعدى على ابني بين قهر وقسوة |
أجالوا عليه بالصوارم والقنا |
|
وكم جال فيهم من سنان وشفرة |
* * *