أمن العقل والعدل أن يهتك الرسول العظيم صلّى الله عليه وآله وسلّم ويفتك به هكذا ذودا عن فرع من فروع الشجرة الملعونة في القرآن : وكما نراه كثيرا (١)؟ وليس اختلاق هذه الروايات إلا من التعصب الأعمى واللامبالاة بالدين وعدم الاكتراث بشأن الرسول الكريم ، الذي كان يجابه من يهينه بكل لين واحترام ، فكيف يواجه هذا المؤمن بكل شقوة واخترام؟ فهل لأنه سأله عن شيء من القرآن ، أو لأنه لا يملك من زخارف الحياة شيئا؟! أو لمجرد أنه جاءه كما الآية تشير : (أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى) لا «أن كلمه» فاستنكر مجيئه وقال في نفسه : يقول هذا القرشي إنما أتباعه العميان والسفلة والعبيد فعبس فنزل الوحي كما عن مجاهد! وهو صلّى الله عليه وآله وسلّم كان يمارس طوال حياته ورسالته عشرة الفقراء المؤمنين كما أمره الله ، وبطبعه الرسالي! ..
(عَبَسَ وَتَوَلَّى) : عثمان الأموي الارستقراطي الفخور (أَنْ جاءَهُ
__________________
(١) في كتابنا «علي والحاكمون» تجد الكثير من هذه الاختلاقات في تفضيل الخلفاء الثلاثة على الرسول الأقدس (ص) نرويها عن مسانيد إخواننا السنة :
ففي نزهة المجالس أن اسم أبي بكر نقش على خاتم النبي بخط الله تعالى.
وعن انس بن مالك كان أبو بكر شيخا يعرف والنبي شاب لا يعرف.
هذه وأمثالها تفصيلا لأبي بكر على النبي (ص) قبل النبوة وبعدها ، فيا لها من فضيحة فاتكة هائكة! ثم نرى الخليفة عمر لا يحب الباطل والله والنبي يحبان الباطل!
فعن الأسود بن سريع قال : أتيت النبي (ص) فقلت : قد حمدت ربي بمحامد ومدح وإياك ، فقال : إن ربك يحب الحمد فجعلت أنشده فاستأذن رجل طويل أصلع فقال لي رسول الله (ص): اسكت ، فدخل فتكلم ساعة ثم خرج فأنشدته ثم جاء فسكتني النبي (ص) فتكلم ثم خرج ففعل مرتين أو ثلاثا ، فقلت : يا رسول الله من هذا الذي أسكتني له ، فقال : هذا عمر لا يحب الباطل.
نرى أمثال هذه المختلقات الزور بين الروآيات عن عالم من الجهل وسوء الأدب ، ومنها ما وردت في أن العبوس هو الرسول دون عثمان! حفاظا على عثمان الأموي وإزراء بالرسول الألمعي (ص)! فيا له مراما ما أبعده وزورا ما أغفله!