فشقّ الأرض هو المرحلة التالية لصب الماء ، فما لم تشق لم ينفذ فيها الماء ولم يخرج منها الكلاء ، وبما أن الشق هو الخرم في الشيء ، فقد يشمل تفتت صخور القشرة الأرضية بسبب الفيضانات ومختلف العوامل الجوية التي تفرض انشقاقات الصخور الصلبة الكاسية وجه الأرض ، ولكي توجد الطبقة الطمية الصالحة للزرع.
ولا شك أن هذه الانشقاقات ابتدأت من دحو الأرض وقد عدّلت حركاتها بالراسيات من جلاميدها وذوات الشناخيب الشم من صياخيدها ، وفي الدور الرابع من الأدوار الأرضية حسب التفصيل في الآيات من «فصلت» *.
(فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا) :
صبّ ثم شقّ فإنبات الحبّ ، أول ما نبت على وجه الأرض وهو من أوليات ضرورات الحياة وأشملها.
الحب هو أصل المأكولات كلّها ، تنبت عنه ثم تنبته أيضا استبقاء لها ، لكي يبذر مرّ الحياة ، فينبت مختلف النبات.
فقد خلق الله تعالى حبوب النباتات أولا بعد شق الأرض ، ثم أنبت منها نبات الحبوب ونبات الفواكه والأشجار ، وكل نابتات الأرض :
(وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً. لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَباتاً. وَجَنَّاتٍ أَلْفافاً) (٨٧ : ١٤ ـ ١٦).
(وَعِنَباً وَقَضْباً) :
عنبا وخضروات : بقولات تقضب ، أي تقطع مرة بعد أخرى ، خضروات متواصلة النبات ، تقطع فروعها وتترك أصولها.