وَثَمُودَ (١٨) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (١٩) وَاللهُ مِنْ وَرائِهِمْ مُحِيطٌ (٢٠) بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (٢١) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ)(٢٢)
قصور السماء :
(وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ) :
البروج هي القصور العالية المتبرجة بالزينة ، سواء أكانت في المدن السماوية التي عمّرها ربها أم عمّرها إنسانها أم غيره من العقلاء المتمدنين ، وعلى حد تعبير أمير المؤمنين علي عليه السّلام : «هذه النجوم التي في السماء مدائن مثل التي في الأرض مربوطة كل مدينة إلى عمودين من نور طول ذلك العمود في السماء مسيرة مائتين وخمسين سنة» (١).
بروج في مدن السماء ، أم مستقلة مبنية خارجة المدن النجومية ، والجمع المحلى باللام (البروج) يقتضي شمول البروج هذه ، كل القصور السماوية ، مشيّدة وسواها وكما في الأرض : (أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) (٨٤ : ٧٨) ومن مدرّعة مجهّزة بالمدفعيات والقاذفات ، وسواها : (وَلَقَدْ جَعَلْنا فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاها لِلنَّاظِرِينَ. وَحَفِظْناها مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ. إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ) (١٥ : ٨) (تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً. وَجَعَلَ فِيها سِراجاً وَقَمَراً مُنِيراً) (٢٥ : ٦١).
فبروج السماء ـ إذا ـ قصور عالية : من محصّنة جعلها ربها في السماء حفظا عن مسترقي السمع من الشياطين ، وسكنا للملإ الأعلى : (لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ
__________________
(١) في تفسير القمي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعض الأصحاب عن الصادق (ع) أن عليا (ع) قال : ..